الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تلك آيات الكتاب المبين

الكلام على تلك آيات الكتاب مضى في سورة يونس . ووصف الكتاب هنا بـ المبين ووصف به في طالعة سورة يونس بـ الحكيم لأن ذكر وصف إبانته هنا أنسب ، إذ كانت القصة التي تضمنتها هذه السورة مفصلة مبينة لأهم ما جرى في مدة يوسف - عليه السلام - بمصر . فقصة يوسف - عليه السلام - لم تكن معروفة للعرب قبل نزول القرآن إجمالا ولا تفصيلا ، بخلاف قصص الأنبياء : هود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وشعيب - عليهم السلام - أجمعين ، إذ كانت معروفة لديهم إجمالا ، فلذلك كان القرآن مبينا إياها ومفصلا .

[ ص: 201 ] ونزولها قبل اختلاط النبي - صلى الله عليه وسلم - باليهود في المدينة معجزة عظيمة من إعلام الله - تعالى - إياه بعلوم الأولين ، وبذلك ساوى الصحابة علماء بني إسرائيل في علم تاريخ الأديان والأنبياء وذلك من أهم ما يعلمه المشرعون .

فالمبين : اسم فاعل من أبان المتعدي . والمراد : الإبانة التامة باللفظ والمعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية