الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا خشيش الصوفي ، ثنا زيد بن الحباب ، قال : " كان رأي سفيان الثوري رأي أصحابه الكوفيين ، يفضل عليا على أبي بكر وعمر ، فلما صار إلى البصرة رجع عنها وهو يفضل أبا بكر وعمر على علي ، ويفضل عليا على عثمان " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحمن ، ثنا علي بن قادم ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " ما قاتل علي أحدا إلا كان علي أولى بالحق منه " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا محمد بن سهل بن عسكر ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : قال سفيان : من قال : " علي أحق بالولاية من أبي بكر وعمر فقد خطأ أبا بكر وعمر وعليا والمهاجرين والأنصار ، ولا أدري يرتفع له عمل إلى السماء أم لا ؟ " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا محمد بن سهل بن عسكر ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : سمعت أبا يحيى ، يقول : ثنا زكريا بن عدي ، عن حفص بن غياث ، قال : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ، إن الناس قد أكثروا في المهدي ، فما تقول فيه ؟ قال : " إن مر على بابك فلا تكن منه في شيء حتى يجتمع الناس عليه " .

              حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا علي بن سعيد الرازي ، ثنا محمد بن خلف ، ثنا رواد بن الجراح ، قال : قال سفيان لعطاء بن مسلم : " كيف حبك اليوم لأبي بكر ؟ " قال : شديد ، قال : " كيف حبك لعمر ؟ " [ ص: 32 ] قال : شديد ، قال : " كيف حبك لعلي ؟ " قال : شديد - وطولها وشددها - فقال سفيان : " يا عطاء ، هذه الشديدة تريد كية وسط رأسك " .

              حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت حفص بن غياث ، يقول : قال سفيان : " من لم يشرب النبيذ ولم يأكل الجدي ، ولم يمسح على الخفين فاتهموه على دينكم " .

              حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد بن شعيب ، قال : سمعت عبد الله بن الحسين الأشعري ، يقول : سمعت عثام بن علي ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد ، ثنا أبو عبيدة ابن أخي هناد ، ثنا قبيصة ، قال : سمعت عباد السماك ، يقول : سمعت سفيان ، يقول : " الأئمة خمسة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن حسان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : " سئل سفيان الثوري عن نبيذ السقاية ، قال : " إن كان يسكر فلا تشربوه " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت أبا همام السكوني ، يقول : حدثني أبي قال : سمعت سفيان ، يقول : " لا يستقيم قول إلا بعمل ، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم ، يقول : سمعت يحيى بن يمان ، يقول : قال سفيان : " لا يقبل قول إلا بعمل ونية " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت عبد الله بن داود المخرمي ، يقول : سمعت زيد بن الحباب ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " الإيمان كالسربال ، إذا شئت لبسته ، وإذا شئت خلعته " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا نشيط محمد بن هارون - وكان من الصالحين - يقول : سمعت أبا صالح الفراء ، يقول : سمعت يوسف بن أسباط ، يقول : سمعت سفيان ، يقول : " من كره أن يقول : أنا [ ص: 33 ] مؤمن ، إن شاء الله ، فهو عندنا مرجئ - يمد بها صوته - " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن سعيد الرباطي ، ثنا غياث بن واقد ، - من أهل إصطخر - قال : سمعت سفيان ، يقول : " أرج كل شيء مما لا تعلم إلى الله ، ولا تكن مرجئا ، واعلم أن ما أصابك من الله ، ولا تكن قدريا " . قال : وسمعت سفيان يقول : " لقد تركت المرجئة هذا الدين أرق من السابري " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق ، ثنا أبو بكر الحنفي ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " الصلاة والزكاة من الإيمان ، والإيمان يزيد ، والناس عندنا مؤمنون مسلمون ، ولكن الإيمان متفاضل ، وجبريل أفضل إيمانا منك " .

              حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، قال : سمعت أبا داود ، يقول : قال رجل لسفيان الثوري : أنت قدري ؟ فقال سفيان : " إن كنت قدريا فأنا رجل سوء ، وإلا فأنت في حل " قال أبو داود : ولما قدم ثور - يعني ابن زيد - مكة أخذ سفيان بيده ، فأدخله حانوتا ، فكان يحدثه ، فقال سفيان لرجل كان عليه صوف : " لباسك هذا بدعة " ، فقال الصوفي : أخذك بيد هذا وإدخالك الدكان بدعة .

              حدثنا عبد المنعم ، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا مشرف بن سعيد الواسطي ، ثنا أبو سعيد بن شرف ، ثنا عبد الواحد بن زيد ، قال : قال لي أيوب : قل للثوري : لا تصحب عمرو بن عبيد ، قال : فقلت ذلك له ، فقال : " إني أجد عنده أشياء لا أجدها عند غيره " ، فقلت ذلك لأيوب ، فقال لي أيوب : من تلك الأشياء أخاف عليه " .

              حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا أبو جعفر الحضرمي ، ثنا الصقر بن عداس المالكي ، ثنا أحمد بن عبد العزيز البصري ، قال : قال سفيان : " إذا أراد الله بعبد خيرا أفرغ عليه السداد ، وكنفه بالعصمة " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا جعفر بن محمد بن رزق - ببغداد - ثنا محمد بن عبد النور المقري ، قال : أخبرنا الحسن بن الربيع ، عن يحيى بن عمر ، قال : سمعت [ ص: 34 ] سفيان الثوري ، يقول : " من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم أنه صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عمرو بن عبدويه ، ثنا الحسن بن عبد الله بن شاكر ، ثنا ابن أبي الحواري ، ثنا حجرة بن مدرك ، قال : قال الثوري : " من سمع بدعة ، فلا يحكها لجلسائه ، لا يلقيها في قلوبهم " .

              حدثنا محمد ، ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد ، ثنا هارون بن إسحاق ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا عطاء بن مسلم ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " ما حاج علي أحدا إلا حجه " .

              حدثنا محمد ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا أبي ، ثنا أيوب بن سويد ، عن الثوري ، قال : " الإسلام والإيمان سواء ، ثم قرأ ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) " .

              حدثنا محمد ، ثنا عمرو بن عبدويه ، ثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن عفان ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال : قال سفيان : " يا يوسف ، إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة فابعث إليه بالسلام ، وإذا بلغك عن آخر بالمغرب صاحب سنة فابعث إليه بالسلام ، فقد قل أهل السنة والجماعة " .

              حدثنا محمد ، ثنا عبد الرحمن بن سانجور الرملي ، ثنا محمد بن إبراهيم بن حماد ، ثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، قال : قال عثمان بن أبي صفية : " إذا واخيت الرجل في الله فأحدث حدثا فلم أجانبه لم تكن مؤاخاتي في الله " .

              حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أبو أحمد بن محمد ، ثنا أبو داود ، ثنا ابن خبيق ، قال : سمعت يوسف بن أسباط ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " إذا أحببت الرجل في الله ثم أحدث حدثا في الإسلام فلم تبغضه عليه فلم تحبه في الله " .

              حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا علي المكي ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، عن عبد الواحد ، عن سفيان ، قال : " إنما هو اختيار أو اختبار أو عقوبة " ، قال : فحدثت به محمودا أو ناظرته فيه فقلت له : " الاختيار ينبغي أن ترضى به ، والاختبار ينبغي أن تصبر عليه ، [ ص: 35 ] والعقوبة ينبغي أن تتوب منها " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية