الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء


              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا محمد بن يزيد الرفاعي ، ثنا داود بن يمان ، عن أبيه ، قال : قال سفيان الثوري للمهدي : كم أنفقت في حجتك ؟ قال :ما أدري ، قال : لكن - عمر بن الخطاب يدري ، أنفق ستة عشر دينارا ، فاستكثرها .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، وسليمان بن أحمد ، قالا : ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا الحسن بن شجاع ، قال : قال أبو نعيم : قدم المهدي مكة وسفيان الثوري بمكة ، فدعاه فقال له سفيان : احذر هذا - كاتبا كان يعقبه - قال :وقال سفيان : اتق الله واعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حج فأنفق ستة عشر دينارا ، قال : وحدثه بحديث أيمن ، فقال : حدثني أبو عمران ، ولم يذكر أيمن ، فقيل له : كيف لم تذكر أيمن ؟ قال : لعله يدعوه فيفزع الرجل .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال سفيان الثوري : دخلت على المهدي ، فرأيت ما قد هيأه للحج ، فقلت : ما هذا ! حج - عمر بن الخطاب فأنفق ستة عشر دينارا !

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا أبو عمير ، ثنا الفريابي ، عن سفيان ، قال : دخلت على المهدي ، فقلت : بلغني أن عمر بن الخطاب أنفق في حجته اثني عشر دينارا ، وأنت فيما أنت فيه ! قال : فغضب ، وقال : تريد أن أكون مثل الذي أنت فيه ؟ قال : فقلت : فإن لم تكن في مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه ، فقال لي : يا أبا عبد الله ، قد جاءتنا كتبك فأنفذتها ، قال : قلت له : ما كتبت إليك شيئا قط .

              حدثنا الخضر بن السري ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، ثنا الفضل [ ص: 378 ] بن محمد البيهقي ، قال : سمعت أبا هشام الرفاعي ، يقول : سمعت داود بن يحيى بن يمان ، يقول : سمعت أبي يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : قال لي المهدي : أبا عبد الله ، اصحبني حتى أسير فيكم سيرة العمرين ، قال : قلت : أما وهؤلاء جلساؤك فلا ، قال : فإنك تكتب إلينا في حوائجك فنقضيها ! قال سفيان : والله ما كتبت إليك كتابا قط .

              قال : وقال لي سفيان : إن اقتصرت على خبزك وبقلك لم يستعبدك هؤلاء .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية