الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                    ( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون ( 11 ) ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ( 12 ) ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين ( 13 ) ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ( 14 ) فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ( 15 ) وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ( 16 ) ) .

                                                                                                                                                                                                    يقول تعالى : ( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ) أي : كما هو قادر على بداءته فهو قادر على إعادته ، ( ثم إليه ترجعون ) ، أي : يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله .

                                                                                                                                                                                                    ثم قال : ( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) قال ابن عباس : ييأس المجرمون .

                                                                                                                                                                                                    وقال مجاهد : يفتضح المجرمون . وفي رواية : يكتئب المجرمون .

                                                                                                                                                                                                    ( ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء ) أي : ما شفعت فيهم الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، وكفروا بهم وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم .

                                                                                                                                                                                                    [ ص: 307 ] ثم قال : ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) : قال قتادة : هي - والله - الفرقة التي لا اجتماع بعدها ، يعني : إذا رفع هذا إلى عليين ، وخفض هذا إلى أسفل السافلين ، فذاك آخر العهد بينهما ; ولهذا قال : ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ) قال مجاهد وقتادة : ينعمون .

                                                                                                                                                                                                    وقال يحيى بن أبي كثير : يعني سماع الغناء . والحبرة أعم من هذا كله ، قال العجاج :


                                                                                                                                                                                                    الحمد لله الذي أعطى الحبر موالي الحق إن المولى شكر



                                                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية