الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 330 ] فصل ( في الصلاة على النبي في غير الصلاة وأنها فرض كفاية ) تسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير الصلاة بقول " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد " ويتأكد ذلك إذا ذكر صلى الله عليه وسلم وهي فرض كفاية وتجوز الصلاة على غيره تبعا له وقيل مطلقا لقوله صلى الله عليه وسلم { اللهم صل على آل أبي أوفى } من الرعاية الكبرى ، وهذا الحديث متفق عليه .

وقال بعض أصحابنا : المنصوص عن أحمد رضي الله عنه في رواية أبي داود أنه يصلى على غيره منفردا ، واحتج بأن عليا قال لعمر : صلى الله عليك ، وذكر في شرح الهداية أنه لا يصلى على غيره منفردا ، وحكي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما رواه سعيد واللالكائي عنه وهو قول مالك والشافعي ، وللشافعية خلاف ، هل يقال هو مكروه أو أدب ؟ قال بعض الشافعية : والسلام على الغير بضمير الغائب مثل فلان عليه السلام كالصلاة في ذلك .

وقال الشيخ وجيه الدين : الصلاة على غير الرسول جائزة تبعا لا مقصودا لأن الله تعالى خص الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فلا يشاركه غيره فيه ، نعم الرسول له فعل ذلك وقال في الزكاة : يستحب للوالي يعني إذا أخذ الزكاة أن يقول يعني الدعاء المشهور ، ولو قال : اللهم صل عليه فلا بأس لأنه ظاهر نص الكتاب والسنة .

وقال أبو الخطاب من أصحابنا في قصيدته عن العباس وبنيه

: صلى الإله عليه ما هبت صبا وعلى بنيه الراكعين السجد



[ ص: 331 ] ورأيت بخط ابن الجوزي أنه قال عن العباس : صلوات الله عليه وعن الخليفة الناصر : الصلاة عليه ، واختار الشيخ تقي الدين منصوص أحمد قال وذكره القاضي وابن عقيل والشيخ عبد القادر قال : وإذا جازت أحيانا على كل أحد من المؤمنين ، فإما أن يتخذ شعارا لذكر بعض الناس أو يقصد الصلاة على بعض الصحابة دون بعض ، فهذا لا يجوز ، وهو معنى قول ابن عباس قال : والسلام على غيره باسمه جائز من غير تردد .

التالي السابق


الخدمات العلمية