الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قول الرجل لعمر الله قال ابن عباس لعمرك لعيشك

                                                                                                                                                                                                        6285 حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب ح وحدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس قال سمعت الزهري قال سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله وكل حدثني طائفة من الحديث وفيه فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي فقام أسيد بن حضير فقال لسعد بن عبادة لعمر الله لنقتلنه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        " 9917 قوله باب قول الرجل لعمر الله ) أي هل يكون يمينا وهو مبني على تفسير " لعمر " ولذلك ذكر أثر ابن عباس وقد تقدم في تفسير سورة الحجر وأن ابن أبي حاتم وصله وأخرج أيضا عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله - تعالى - لعمرك أي حياتك قال الراغب : العمر بالضم وبالفتح واحد ولكن خص الحلف بالثاني قال الشاعر " عمرك الله كيف يلتقيان " أي سألت الله أن يطيل عمرك . وقال أبو القاسم الزجاج : العمر الحياة فمن قال لعمر الله كأنه حلف ببقاء الله واللام للتوكيد والخبر محذوف أي ما أقسم به ومن ثم قال المالكية والحنفية تنعقد بها اليمين ; لأن بقاء الله من صفة ذاته وعن مالك لا يعجبني الحلف بذلك وقد أخرج إسحاق بن راهويه في مصنفه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال كانت يمين عثمان بن أبي العاص لعمري وقال الشافعي وإسحاق : لا تكون يمينا إلا بالنية ; لأنه يطلق على العلم وعلى الحق وقد يراد بالعلم المعلوم وبالحق ما أوجبه الله وعن أحمد كالمذهبين والراجح عنه كالشافعي وأجابوا عن الآية بأن لله أن يقسم من خلقه بما شاء وليس ذلك لهم لثبوت النهي عن الحلف بغير الله . وقد عد الأئمة ذلك في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأيضا فإن اللام ليست من أدوات القسم لأنها محصورة في الواو والباء والتاء كما تقدم بيانه في " باب كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - "

                                                                                                                                                                                                        " 9918 ثم ذكر طرفا من حديث الإفك والغرض منه قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة " لعمر الله لأقتلنه " وقد مضى شرح الحديث مستوفى في تفسير [ ص: 556 ] النور وتقدم في أواخر الرقاق في الحديث الطويل من رواية لقيط بن عامر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لعمر إلهك " وكررها وهو عند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وعند غيره




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية