الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ( و ) الرابع ( الانقياد ) لما دلت عليه المنافي لترك ذلك قال الله عز وجل : ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) ( الزمر : 54 ) وقال تعالى : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) ( النساء : 125 ) وقال تعالى : ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) ( لقمان : 22 ) أي بلا إله إلا الله ( وإلى الله عاقبة الأمور ) ومعنى يسلم وجهه ; أي ينقاد وهو محسن موحد ، ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنا فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ، وهو [ ص: 422 ] المعني بقوله عز وجل بعد ذلك : ( ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ) ( لقمان : 23 - 24 ) وفي حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " هذا هو تمام الانقياد وغايته .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية