الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 625 ] 449 - صلاة حفظ القرآن ودعاؤه

                                                                                            1231 - أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد الفقيه ، وأبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ، قالا : ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، وحدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ، قالا : ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، وعكرمة ، مولى ابن عباس ، عن ابن عباس ، أنه بينما هو جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ جاءه علي بن أبي طالب ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله تفلت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أبا الحسن ، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ، وينفع بهن من علمته ، ويثبت ما علمته في صدرك ؟ " قال : أجل يا رسول الله فعلمني ، قال : " إذا كانت ليلة الجمعة ، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر ، فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب ، وهي قول أخي يعقوب لبنيه ( سوف أستغفر لكم ربي ) حتى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أولها ، فصل أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ، وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب ، وحم الدخان ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب ، وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله ، وأحسن الثناء على الله ، وصل علي ، وعلى سائر النبيين وأحسن ، واستغفر لإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، واستغفر للمؤمنين وللمؤمنات ، ثم قل آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما [ ص: 626 ] أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ، ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك ، أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تشغل به بدني ، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ، ولا يؤتيه إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أبا الحسن ، تفعل ذلك ثلاث جمع ، أو خمسا ، أو سبعا ، يجاب بإذن الله فوالذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط " . قال عبد الله بن عباس فوالله ما لبث علي إلا خمسا ، أو سبعا حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في مثل ذلك المجلس فقال : يا رسول الله ، إني كنت فيما خلا لا أتعلم أربع آيات أو نحوهن ، فإذا قرأتهن على نفسي يتفلتن ، فأما اليوم فأتعلم الأربعين آية ونحوها ، فإذا قرأتهن على نفسي ، فكما كتاب الله نصب عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا حدثت بها لم أخرم منها حرفا ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن ذلك : " مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية