الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الخاء مع الطاء )

                                                          ( خطأ ) ( هـ ) فيه قتيل الخطأ ديته كذا وكذا قتل الخطأ ضد العمد ، وهو أن تقتل إنسانا بفعلك من غير أن تقصد قتله ، أو لا تقصد ضربه بما قتلته به . قد تكرر ذكر الخطأ والخطيئة في الحديث . يقال خطئ في دينه خطأ : إذا أثم فيه . والخطء : الذنب والإثم . وأخطأ يخطئ : إذا سلك سبيل الخطأ عمدا أو سهوا . ويقال : خطئ . بمعنى أخطأ أيضا . وقيل : خطئ : إذا تعمد ، وأخطأ : إذا لم يتعمد . ويقال لمن أراد شيئا ففعل غيره ، أو فعل غير الصواب : أخطأ .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الدجال إنه تلده أمه فيحملن النساء بالخطائين يقال : رجل خطاء إذا كان ملازما للخطايا غير تارك لها ، وهو من أبنية المبالغة . ومعنى يحملن بالخطائين : أي بالكفرة والعصاة الذين يكونون تبعا للدجال . وقوله : يحملن النساء . على لغة من يقول : أكلوني البراغيث . ومنه قول الشاعر : [ ص: 45 ]

                                                          ولكن ديافي أبوه وأمه بحوران يعصرن السليط أقاربه

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن عباس أنه سئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها ، فقالت : أنت طالق ثلاثا ، فقال : خطأ الله نوءها ، ألا طلقت نفسها ! يقال لمن طلب حاجة فلم ينجح : أخطأ نوءك ، أراد : جعل الله نوءها مخطئا لها لا يصيبها مطره . ويروى : خطى الله نوءها . بلا همز ، ويكون من خطط ، وسيجيء في موضعه . ويجوز أن يكون من خطى الله عنك السوء : أي جعله يتخطاك ، يريد يتعداها فلا يمطرها . ويكون من باب المعتل اللام .

                                                          ( س ) ومنه حديث عثمان أنه قال لامرأة ملكت أمرها فطلقت زوجها : إن الله خطأ نوءها أي لم تنجح في فعلها ، ولم تصب ما أرادت من الخلاص .

                                                          وفي حديث ابن عمر أنهم نصبوا دجاجة يترامونها ، وقد جعلوا لصاحبها كل خاطئة من نبلهم . أي كل واحدة لا تصيبها . والخاطئة هاهنا بمعنى المخطئة .

                                                          وفي حديث الكسوف فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه أي غلط . يقال لمن أراد شيئا ففعل غيره : أخطأ ، كما يقال لمن قصد ذلك ، كأنه في استعجاله غلط فأخذ درع بعض نسائه عوض ردائه . ويروى خطا ، من الخطو : المشي ، والأول أكثر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية