الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا

                                                                                                                                                                                                                                      ، ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الأعمال الصالحة والإيمان سبب في نيل جنات الفردوس ، والآيات الموضحة لكون العمل الصالح سببا في دخول الجنة كثيرة جدا ، كقوله تعالى : ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا [ 18 \ 2 - 3 ] ، وقولـه : ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون [ 7 \ 43 ] ، أي : بسببه ، وقولـه تعالى : وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون [ 43 \ 72 ] ، وقولـه تعالى : إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب الآية [ 19 \ 60 - 61 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      تنبيه

                                                                                                                                                                                                                                      فإن قيل هذه الآيات فيها الدلالة على أن طاعة الله بالإيمان والعمل الصالح سبب في دخول الجنة ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل أحدكم عمله الجنة " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " ، يرد بسببه إشكال على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      فالجواب : أن العمل لا يكون سببا لدخول الجنة إلا إذا تقبله الله تعالى ، وتقبله له فضل منه ، فالفعل الذي هو سبب لدخول الجنة هو الذي تقبله الله بفضله ، وغيره من الأعمال لا يكون سببا لدخول الجنة ، وللجمع بين الحديث والآيات المذكورة أوجه أخر ، هذا أظهرها عندي ، والعلم عند الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قدمنا أن " النزل " ، هو ما يهيأ من الإكرام للضيف أو القادم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية