الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 621 ] ثم دخلت سنة سبع وتسعين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها جهز سليمان بن عبد الملك الجيوش إلى القسطنطينية . وفيها أمر ابنه داود على الصائفة ، ففتح حصن المرأة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الواقدي : وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الوضاحية فافتتح الحصن الذي فتحه الوضاح صاحب الوضاحية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها غزا مسلمة أيضا برجمة ، ففتح حصونا ، وبرجمة ، وحصن الحديد وسردوسل ، وشتى بأرض الروم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها غزا عمر بن هبيرة الفزاري في البحر أرض الروم وشتى بها . وفيها قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير ، وقدم برأسه على سليمان بن عبد الملك حبيب بن أبي عبيد الفهري .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ولى سليمان نيابة خراسان ليزيد بن المهلب ، مضافا إلى ما بيده من إمرة العراق ، وكان سبب ذلك أن وكيع بن أبي سود لما قتل قتيبة بن مسلم وذريته ، بعث برأس قتيبة إلى سليمان فحظي عنده ، وكتب له بإمرة خراسان فبعث يزيد بن المهلب عبد الرحمن بن الأهتم إلى سليمان بن عبد الملك; ليحسن عنده أمر يزيد بن المهلب في إمرة خراسان وينتقص عنده [ ص: 622 ] وكيع بن أبي سود ، فسار ابن الأهتم وكان ذا دهاء ومكر إلى سليمان بن عبد الملك ، فلم يزل به حتى عزل وكيعا عن خراسان وولى عليها يزيد مع إمرة العراق ، وبعث بعهده مع ابن الأهتم فسار في سبع حتى جاء يزيد ، فأعطاه عهد خراسان مع العراق ، وكان يزيد وعده بمائة ألف فلم يف له بها ، وبعث يزيد ابنه مخلدا بين يديه إلى خراسان ومعه كتاب أمير المؤمنين; مضمونه أن قيسا زعموا أن قتيبة بن مسلم لم يكن خلع الطاعة ، فإن كان وكيع قد تعرض له وثار عليه بسبب أنه خلع ولم يكن خلع فقيده ، وابعث به إلي . فتقدم مخلد فأخذ وكيعا فعاقبه ، وحبسه قبل أن يجيء أبوه ، فكانت إمرة وكيع بن أبي سود على خراسان تسعة أشهر أو عشرة أشهر ، ثم قدم يزيد بن المهلب فتسلم خراسان وأقام بها ، واستناب في البلاد نوابا ، ذكرهم ابن جرير

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : وفيها حج بالناس سليمان بن عبد الملك ونواب البلاد هم المذكورون في التي قبلها ، غير أن خراسان عزل عنها وكيع بن أبي سود ، ووليها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة مع العراق .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية