الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أبي أيوب ، أبو بكر الفوركي ، سبط الأستاذ أبي بكر بن فورك استوطن بغداد ، وكان متكلما يعظ الناس في النظامية فوقعت بسببه فتنة بين المذاهب قال ابن الجوزي : وكان مؤثرا للدنيا لا يتحاشى من لبس الحرير ، وذكر أنه كان يأخذ مكس الفحم وكانت وفاته في هذه السنة وله نيف وستون سنة ودفن إلى جانب قبر الأشعري بمشرعة الروايا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 95 ] الحسن بن علي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبد الله المردوسي كان رئيس أهل زمانه وأكملهم مروءة ، كان قد خدم في أيام بني بويه وتأخر إلى هذا الحين وكانت الملوك تعظمه وتكاتبه بعبده وخادمه ، وكان كثير الصدقة والصلاة والبر ، وبلغ من العمر خمسا وتسعين سنة ، وأعد لنفسه قبرا وكفنا قبل موته بخمس سنين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو سعد المتولي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرحمن بن المأمون بن علي أبو سعد المتولي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مصنف " التتمة " ومدرس النظامية بعد أبي إسحاق الشيرازي ، وكان فصيحا بليغا ماهرا بعلوم كثيرة ، كانت وفاته في شوال من هذه السنة عن ثنتين وخمسين سنة رحمه الله وصلى عليه القاضي أبو بكر الشامي . ودفن بباب أبرز .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إمام الحرمين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه ، أبو المعالي الجويني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ، وجوين من قرى نيسابور ، الملقب بإمام الحرمين لمجاورته بمكة أربع سنين ، كان مولده في سنة تسع عشرة وأربعمائة سمع الحديث وتفقه على والده الشيخ أبي محمد الجويني ، ودرس [ ص: 96 ] بعده في حلقته وتفقه على القاضي حسين ودخل بغداد وتفقه بها وروى بها الحديث ، وخرج إلى مكة فجاور فيها أربع سنين ، ثم عاد إلى نيسابور فسلم إليه التدريس والخطابة والوعظ ، وصنف " نهاية المطلب في دراية المذهب " ، والبرهان في أصول الفقه وغير ذلك من علوم شتى ، واشتغل عليه الطلبة ورحلوا إليه من الأقطار ، وكان يحضر مجلسه ثلاثمائة متفقه وقد استقصيت ترجمته في " الطبقات " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته في الخامس والعشرين من ربيع الآخر من هذه السنة عن سبع وخمسين سنة ، ودفن بداره ثم نقل إلى جانب والده رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن خلكان كانت أمه جارية اشتراها والده من كسب يده من النسخ وأمرها ألا يرضعه غيرها فاتفق أن امرأة دخلت عليها فأرضعته مرة فأخذه الشيخ أبو محمد فنكسه ووضع يده على بطنه ووضع أصبعه في حلقه ولم يزل به حتى استقاء كل ما كان في بطنه من لبن تلك المرأة ، قال : فربما حصل لإمام الحرمين في بعض مجالس المناظرة فتور فيقول : هذا من آثار تلك الرضعة ، قال : ولما عاد من الحجاز إلى بلده نيسابور سلم إليه المحراب والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع وصنف في كل فن ، من ذلك " النهاية " الذي ما صنف في الإسلام مثله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 97 ] قال الحافظ أبو جعفر سمعت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي يقول لإمام الحرمين : يا مفيد أهل المشرق والمغرب أنت اليوم إمام الأئمة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومن تصانيفه " الشامل " في أصول الدين و " البرهان " في أصول الفقه و " تلخيص التقريب " و " الإرشاد " و " العقيدة النظامية " و " غياث الأمم " و " غياث الخلق " وغير ذلك مما أتمه ومما لم يتمه ، قال ولما مات في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة صلى عليه ولده أبو القاسم وغلقت الأسواق وكسر تلاميذه أقلامهم ومحابرهم وكانوا أربعمائة ومكثوا كذلك سنة وقد رثي بمراث كثيرة فمن ذلك قول بعضهم :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قلوب العالمين على المقالي وأيام الورى شبه الليالي     أيثمر غصن أهل العلم يوما
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد مات الإمام أبو المعالي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شيخ المعتزلة ، كان يدرس لهم فأنكر أهل السنة عليهم ، فلزم بيته خمسين سنة ، إلى أن توفي في ذي الحجة من هذه السنة ، ودفن في مقبرة الشونيزية وهذا هو الذي تناظر هو والشيخ أبو يوسف القزويني المعتزلي المفسر [ ص: 98 ] في إباحة الولدان في الجنة ، كما حكى ذلك ابن عقيل عنهما وكان حاضرهما فمال هذا إلى إباحة ذلك لكونه مأمون المفسدة هنالك ، وقال أبو يوسف إن هذا لا يكون ، ومن أين لك أنهم يكون لهم أدبار؟ وهذا العضو إنما خلق في الدنيا مخرجا للأذى ، وليس في الجنة شيء من ذلك فلا يحتاجون إليه ، ولا يكون لهذه المسألة صورة بالكلية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد روى هذا الرجل حديثا واحدا عن شيخه أبي الحسين البصري بسنده المتقدم ، من طريق شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش ، عن أبي مسعود البدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا لم تستح فاصنع ما شئت وقد رواه القعنبي عن شعبة ، ولم يرو عنه سواه ، فقيل لأنه لما رحل إليه دخل عليه وهو يبول على البالوعة فسأله أن يحدثه ، فروى له هذا الحديث كالواعظ له ، والتزم ألا يحدثه بغيره ، وقيل : لأن شعبة مر على القعنبي قبل أن يشتغل بعلم الحديث وكان إذ ذاك يعاني الشراب فسأله أن يحدثه فامتنع فسل سكينا وقال إن لم تحدثني وإلا قتلتك فروى له هذا الحديث ، فتاب وأناب ولزم مالكا ثم فاته السماع من شعبة فلم يتفق له غير هذا ، فالله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبد الله الدامغاني

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن علي بن الحسين بن عبد الملك [ ص: 99 ] بن عبد الوهاب بن حمويه الدامغاني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحنفي ، قاضي القضاة ببغداد ، مولده في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وتفقه ببلده ثم قدم بغداد في سنة ثماني عشرة وأربعمائة فتفقه بها على أبي عبد الله الصيمري وأبي الحسين القدوري وسمع الحديث منهما ومن ابن النقور والخطيب وغيرهم ، وبرع في الفقه وكان له عقل وافر وتواضع زائد ، وانتهت إليه رياسة الفقهاء ، وكان فصيح العبارة ، وكان فقيرا في ابتداء طلبه ، عليه أطمار رثة ثم صارت إليه الرياسة والقضاء بعد ابن ماكولا في سنة تسع وأربعين ، وكان القائم بأمر الله يكرمه والسلطان طغرلبك يعظمه وباشر الحكم ثلاثين سنة في غاية السيرة الحسنة والأمانة والديانة والصيانة ، مرض أياما يسيرة ثم توفي في الرابع والعشرين من رجب من هذه السنة وقد ناهز الثمانين ودفن بداره بدرب القلائين ثم نقل إلى مشهد أبي حنيفة ، رحمهما الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن علي بن المطلب

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو سعد الأديب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان قد قرأ النحو والأدب واللغة والسير وأخبار الناس ثم أقلع عن ذلك كله وأقبل على كثرة الصلاة والصدقة والصوم إلى أن توفي في هذه السنة عن ست وثمانين سنة رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 100 ] محمد بن أبي طاهر العباسي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ويعرف بابن الرجحي تفقه على ابن الصباغ وناب في الحكم وكان محمود الطريقة وشهد عند ابن الدامغاني فقبله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      منصور بن دبيس بن علي بن مزيد أبو كامل الأمير بعد سيف الدولة صدقة ، توفي في رجب من هذه السنة . وقد كان له شعر وأدب ، وفيه فضل . فمن شعره قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فإن أنا لم أحمل عظيما ولم أقد     لهاما ولم أصبر على كل معظم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولم أجر الجاني وأمنع حوزه     غداة أنادى للفخار فأنتمي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلا نهضت بي همة عربية     إلى المجد تدلي لي ذرى كل محرم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 101 ] هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، السيبي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قاضي الحريم بنهر معلى ، ومؤدب الخليفة المقتدي بأمر الله ، سمع الحديث وتوفي في محرم هذه السنة وقد جاوز الثمانين وله شعر جيد . فمنه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      رجوت الثمانين من خالقي     لما جاء فيها عن المصطفى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فبلغنيها فشكرا له     وزاد ثلاثا بها أردفا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وإني لمنتظر وعده     لينجزه فهو أهل الوفا



                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية