الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10389 وعن محمد بن إسحاق قال :

                                                                                            لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث أبو بكر - رضي الله عنه العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ، وكان العلاء هو الذي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المنذر بن ساوى العبدي ، فأسلم المنذر ، فأقام العلاء بها أميرا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وارتدت ربيعة بالبحرين في من ارتد من العرب [ ص: 221 ] إلا الجارود بن عمرو ; فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه .

                                                                                            واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت ، وقالوا : ترد الملك في آل المنذر ، فكلموا المنذر بن النعمان بن المنذر ، وكان يسمى الغرور ، وكان يقول بعد حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف : لست بالغرور ولكني المغرور .

                                                                                            فلما اجتمعت ربيعة بالبحرين ، سار إليهم العلاء بن الحضرمي ، وأمده بثمامة بن أثال الحنفي ، وكان قد أسلم وأسلم قومه ، فلما أمر العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال ، سار معه بمن معه من بني سحيم حتى خاض إلى ربيعة البحر ، فسارت ربيعة إليهم فحصروهم وهم بجواثا - حصن بالبحرين - حتى إذا كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد ، فقال عبد الله بن حدق العامري في ذلك حين أصابهم ما أصابهم :


                                                                                            ألا بلغ أبا بكر رسولا وفتيان المدينة أجمعينا     فهل لك في شباب منك أمسوا
                                                                                            جميعا في جواثا محصرينا     توكلنا على الرحمن إنا
                                                                                            وجدنا النصر للمتوكلينا

                                                                                            فقال عبد الله بن حدق : دعوني أهبط من الحصن وأنا آتيكم بالخبر ، وكان مع عبد الله بن حدق امرأة من بني عجل ، ونزل من الحصن ، وأخذوه ، وقالوا : ممن أنت ؟ فانتسب ، وجعل ينادي : يا أبجراه ، وكان في القوم ، فجاء أبجر وعرفه ، وقال : ما شأنك ؟ فقال : إني قد هلكت من الجوع . فحمله وسقاه ، وقال : احملني وخل سبيلي ، فانطلق وحمله على بغل ، وقال : انطلق لشأنك . فلما خرج من عندهم عبد الله بن حدق رجع إلى أصحابه ، فأخبرهم أن القوم سكارى لا غناء عندهم ، فبيتهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم ، ، فقتلوهم قتلا شديدا وانهزموا .

                                                                                            رواه الطبراني ، ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية