الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  [ ص: 166 ] 2337 حدثنا إبراهيم قال : حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي ، إمام مسجد صنعاء قال : أخبرنا موسى بن جعفر بن أبي كثير ، مولى الأنصار ، عن عمه ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمارية القبطية سريته بيت حفصة بنت عمر ، فوجدتها معه ، فقالت : يا رسول الله ، في بيتي من بين بيوت نسائك ؟ قال : " فإنها علي حرام أن أمسها يا حفصة ، واكتمي هذا علي " فخرجت حتى أتت عائشة ، فقالت : يا بنت أبي بكر ، ألا أبشرك ؟ فقالت : بماذا ؟ قالت : وجدت مارية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي ، فقلت : يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك ؟ وبي تفعل هذا من بين نسائك ؟ فكان أول السرور أن حرمها على نفسه ، ثم قال لي : " يا حفصة ، ألا أبشرك ؟ " فقلت : بلى بأبي وأمي يا رسول الله ، فأعلمني أن أباك يلي الأمر من بعده ، وأن أبي يليه بعد أبيك ، وقد استكتمني ذلك فاكتميه ، فأنزل الله عز وجل في ذلك : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك أي : من مارية : تبتغي مرضاة أزواجك أي : حفصة ، والله غفور رحيم أي : لما كان منك ، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا يعني حفصة ، فلما نبأت به يعني عائشة ، وأظهره الله عليه أي [ ص: 167 ] بالقرآن عرف بعضه عرف حفصة ما أظهرت من أمر مارية ، وأعرض عن بعض عما أخبرت به من أمر أبي بكر ، وعمر ، فلم يثربه عليها ، فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ، ثم أقبل عليها يعاتبها ، فقال : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين يعني أبا بكر وعمر ، والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا ، فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وأخت نوح ، ومن الأبكار مريم بنت عمران ، وأخت موسى عليهم السلام .

                                                  لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به هشام بن إبراهيم .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية