الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6159 - وعنه أنه رأى جبرئيل مرتين ، ودعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين . رواه الترمذي .

التالي السابق


6159 - ( وعنه ) ، أي : عن ابن عباس ( أنه ) ، أي : ابن عباس كما صرح به شارح ( رأى جبريل مرتين ) : روى ابن النجار عن ابن عباس قال : دخلت أنا وأبي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما خرجنا من عنده قلت لأبي : أما رأيت الرجل الذي كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رأيت رجلا أحسن وجها منه . فقال لي : أهو كان أحسن وجها أم النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قلت : هو ، قال : فارجع بنا فرجعنا حتى دخلنا عليه فقال له أبي : يا رسول الله أين الرجل الذي كان معك ؟ زعم عبد الله أنه كان أحسن وجها منك . قال : يا عبد الله رأيته ؟ قلت : نعم . قال : أما إن ذلك جبريل ، أما إنه حين دخلتما قال لي : يا محمد من هذا الغلام ؟ قلت : ابن عمي عبد الله بن عباس . قال : إنه لمحل للخير ، قلت : يا روح الله ادع الله له ، فقال : اللهم بارك عليه ، اللهم اجعل منه كثيرا طيبا اهـ . ولا يخفى أن قوله ( أحسن ) يحتاج إلى توجيه حسن وتأويل مستحسن ، وهو أنه لما رآه أول نظرة استحسنه بحيث إنه ظن أنه أحسن كما هو مشاهد في المرئيات المستحسنة أولا ، أو لأن جبريل كان متوجها إليه منبسطا عليه ، أو لعدم تمييز ابن عباس حينئذ مع المناسبة الطفولية المشابهة بالصفة الملكية التي كأنها علة الضم من الجنسية ، وإلا فجبريل - عليه السلام - كان يظهر على صورة دحية ، ولم يقل أحد من الصحابة أنه كان أحسن صورة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ودعا له ) ، أي : لابن عباس ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين ) . أي مرة بإعطاء الحكمة أو علم الكتاب حين ضمه إلى صدره ، ومرة بتعليم الفقه حين خدمه بوضع ماء وضوئه . ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية