الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6004 - وعن نافع ، أن ابن عمر أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير ، فقالا : إن الناس صنعوا ما ترى ، وأنت ابن عمر ، وصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما يمنعك أن تخرج ؟ فقال : يمنعني أن الله حرم علي دم أخي المسلم . قالا : ألم يقل الله تعالى : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة فقال ابن عمر : قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله ، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله . رواه البخاري .

التالي السابق


6004 - ( وعن نافع ) أي : مولى ابن عمر ( أن ابن عمر أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير ، أي : قبل قتله ( فقالا : إن الناس صنعوا ما ترى ) أي : من الاختلاف ( وأنت ابن عمر ) أي : وقد كان خليفة ( وصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) : يعني ومن أصحابه أيضا ، فلا نشك أنك من الوجهين أولى بالخلافة من عبد الملك الذي من جملة امرأته الحجاج ( فما يمنعك أن تخرج ) أي : عليه لظهور كمال ظلمه ( فقال : يمنعني أن الله حرم علي دم أخي المسلم قالا ) ، أي : الرجلان ( ألم يقل الله تعالى : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة أي : لا توجد وتمامه ويكون الدين لله ( فقال ابن عمر : قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة ) أي : شرك ( وكان الدين لله ) أي : وصار دين الإسلام خالصا لله ( وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ) أي : تقع فتنة بين المسلمين ( ويكون الدين لغير الله ) . أي : لتزلزل دينه وعدم ثبات أمره ، والحاصل أن السائل يرى قتال من خالف الإمام الذي يعتقد هو طاعته ، وكان ابن عمر يرى ترك القتال فيما يتعلق بالملك في حقه ، كما يدل عليه قوله : لقد كنت أنهاك عن مثل هذا . ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية