الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5246 - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ابغوني في ضعفائكم ، فإنما ترزقون - أو تنصرون - بضعفائكم " . رواه أبو داود .

التالي السابق


5246 - ( وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " ابغوني " ) : بهمزة قطع مفتوحة ، وفي بعض النسخ بهمزة وصل مكسورة أي : اطلبوا رضائي ( " في ضعفائكم " ) أي : فقرائكم بالإحسان إليهم من أغنيائكم بالمساعدة لديهم ( " فإنما ترزقون " ) أي : رزقا حسيا أو معنويا ( " - أو تنصرون - " ) أي : على الأعداء الظاهرة والباطنة ، وأو للتنويع ، ويؤيده رواية الواو ، ويحتمل أن تكون أو للشك من الراوي ( " بضعفائكم " ) . أي : ببركة وجودهم وإحسانهم ، إذ منهم الأقطاب والأوتاد ، وبهم نظام البلاد والعباد " .

قال ابن الملك : يعني اطلبوا إلى حفظ حقوقهم وجبر قلوبهم ، فإني معهم بالصورة في بعض الأوقات وبالقلب في جميعها لا أعلم من شرفهم وعظيم منزلتهم عند الله ، فمن أكرمهم فقد أكرمني ، ومن آذاهم فقد آذاني انتهى .

ويؤيده الحديث القدسي : " من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب " .

قال الطيبي رحمه الله : قوله : ابغوني بهمزة القطع والوصل يقال : بغى يبغي بغاء إذا طلب ، وهذا نهي عن مخالطة الأغنياء وتعليم منه انتهى .

ويؤيده حديث : " اتقوا مجالسة الموتى " قيل : ومن الموتى ؟ قال : " الأغنياء " .

وفي مختصر النهاية : ابغني كذا بهمزة الوصل أي : اطلبه لي وبهمزة القطع أعني على الطلب ، وفي القاموس : بغيته طلبته ، وأبغاه الشيء طلبه له كبغاه إياه كرماه أو أعانه على طلبه . ( رواه أبو داود ) . وكذا الترمذي والنسائي . وقال الترمذي : حسن صحيح نقله ميرك عن التصحيح ، وفي الجامع بلفظ : " ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم " . رواه أحمد والثلاثة والحاكم وابن حبان عنه .




الخدمات العلمية