الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد أن رجلا كان يؤم الناس بالعقيق فأرسل إليه عمر بن عبد العزيز فنهاه قال مالك وإنما نهاه لأنه كان لا يعرف أبوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          305 302 - ( مالك عن يحيى بن سعيد أن رجلا كان يؤم الناس بالعقيق ) موضع معروف بالمدينة ( فأرسل إليه عمر بن عبد العزيز فنهاه ) عن الإمامة ( قال مالك : وإنما نهاه لأنه كان لا يعرف أبوه ) فيكره أن يتخذ إماما راتبا ، وعلته عند مالك أنه يصير معرضا لكلام الناس فيه فيأثمون بسببه ، وقيل : لأنه ليس له غالبا من يفقهه في الدين فيغلب عليه الجهل .

                                                                                                          وقال الباجي : لأن موضع الإمامة موضع رفعة وتقدم في أهم أمر الدين وهي مما يلزم الخلفاء ويقوم به الأمراء ، فيكره أن يتقدم لها من فيه نقص .

                                                                                                          وقال ابن عبد البر : هذه كناية كالتصريح أنه ولد زنى فكره أن ينصب إماما لخلقه من نطفة خبيثة ، كما يعاب من حملت به أمه [ ص: 479 ] حائضا أو من سكران ولا ذنب عليه هو في ذلك ، قال : وليس في شيء من الآثار ما يدل على مراعاة نسب في الإمامة ، وإنما فيها الدلالة على الفقه والقراءة والصلاح في الدين .




                                                                                                          الخدمات العلمية