الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          2206 \ 20 - حدثنا أبو طالب الكاتب علي بن محمد بن الجهم ، ثنا علي بن مسلم الطوسي ، ح ، وحدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا جعفر بن عون ، نا أبو العميس ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه : [ ص: 386 ] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين سلمان وبين أبي الدرداء ، قال : فجاء سلمان يزور أبا الدرداء ، فإذا أم الدرداء متبذلة قال : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك يقوم الليل ويصوم النهار ، وليس له حاجة في نساء الدنيا . فجاء أبو الدرداء فرحب به سلمان وقرب إليه طعاما ، فقال له سلمان : اطعم . فقال : إني صائم . فقال : أقسمت عليك لتفطرنه . قال : ما أنا بآكل حتى تأكل . فأكل معه ، ثم بات عنده ، حتى إذا كان الليل أراد أبو الدرداء أن يقوم فمنعه سلمان ، وقال له : إن لجسدك عليك حقا ، ولربك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، صم وأفطر ، وصل ونم ، وائت أهلك ، وأعط كل ذي حق حقه . فلما كان في وجه الصبح قال : قم الآن إن شئت . فقاما فتوضآ ثم ركعا ثم خرجا إلى الصلاة ، فدنا أبو الدرداء ؛ ليخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي أمره سلمان ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا الدرداء ، إن لجسدك عليك حقا ... " . مثل ما قال سلمان ، لفظ أبي طالب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية