الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                5148 ( وأما حديث ) عبيد الله بن مقسم ، فأخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا يحيى بن حبيب ، ثنا خالد بن الحارث ، ثنا محمد بن عجلان ، عن عبيد الله بن مقسم ، عن جابر قال : فذكر قصة معاذ . وتلك القصة قال : كان معاذ يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء ثم يرجع فيصلي بأصحابه ، فرجع ذات ليلة فصلى بهم وصلى خلفه فتى من قومه ، [ ص: 117 ] فلما طال على الفتى صلى وخرج ، وأخذ بخطام بعيره وانطلق . فلما صلى معاذ ذكر ذلك له فقال : إن هذا به لنفاق . لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي صنع . وقال الفتى : وأنا لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي صنع ، فغدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى . فقال الفتى : يا رسول الله ، يطيل المكث عندك ، ثم يرجع فيطول علينا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أفتان أنت يا معاذ " . وقال للفتى : " كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت ؟ " . قال : أقرأ بفاتحة الكتاب ، وأسأل الله الجنة ، وأعوذ به من النار ، وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إني ومعاذ حول هاتين أو نحو ذا " . قال : فقال الفتى : ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن العدو قد أتوا . قال : فقدموا فاستشهد الفتى . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك لمعاذ : " ما فعل خصمي وخصمك " . قال : يا رسول الله ، صدق الله ، وكذبت استشهد .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية