الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأعرض عن المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      في هذه الآية الكريمة قولان معروفان للعلماء :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أن معنى : وأعرض عن المشركين ، أي : لا تبال بتكذيبهم واستهزائهم ، ولا يصعب عليك ذلك . فالله حافظك منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والآية على هذا التأويل معناها : ( فاصدع بما تؤمر ) أي : بلغ رسالة ربك ، ( وأعرض عن المشركين ) ، أي : لا تبال بهم ولا تخشهم . وهذا المعنى كقوله تعالى : ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس [ 5 \ 67 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      الوجه الثاني وهو الظاهر في معنى الآية : أنه كان في أول الأمر مأمورا بالإعراض عن المشركين ، ثم نسخ ذلك بآيات السيف . ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى : اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين [ 6 \ 106 ] ، وقوله : فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون [ 32 \ 30 ] ، وقوله : فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا [ 53 \ 29 ] ، وقوله : ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم [ 33 \ 48 ] [ ص: 321 ] إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية