الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه

                                                                                                          3844 حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان وليس إسناده بالقوي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مناقب عمرو بن العاص ) بن وائل السهمي الصحابي المشهور أسلم عام الحديبية وولي إمرة مصر مرتين وهو الذي فتحها . مات بمصر سنة نيف وأربعين وقيل : بعد الخمسين .

                                                                                                          قوله : " أسلم الناس " التعريف فيه للعهد ، والمعهود مسلمة الفتح من أهل مكة " وآمن عمرو بن العاص " ، أي : قبل الفتح بسنة ، أو سنتين طائعا راغبا مهاجرا إلى المدينة ، فقوله -صلى الله عليه وسلم- هذا تنبيه على أنهم أسلموا رهبة وآمن عمرو رغبة ، فإن الإسلام يحتمل أن يشوبه كراهة ، والإيمان لا يكون إلا عن رغبة وطواعية ذكره الطيبي وغيره ، وقال ابن الملك : إنما خصه بالإيمان رغبة لأنه وقع إسلامه في قلبه في الحبشة حين اعترف النجاشي بنبوته ، فأقبل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا من غير أن يدعوه أحد إليه ، فجاء إلى المدينة في الحال ساعيا فآمن . أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- على جماعة فيهم الصديق ، والفاروق ، وذلك لأنه كان مبالغا قبل إسلامه في عداوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإهلاك أصحابه فلما آمن أراد -صلى الله عليه وسلم- أن يزيل عن قلبه أثر تلك الوحشة المتقدمة حتى يأمن من جهته ، ولا ييأس من رحمة الله تعالى . [ ص: 232 ] قوله : ( وليس إسناده بالقوي ) لضعف ابن لهيعة .




                                                                                                          الخدمات العلمية