الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3558 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا زهير وهو ابن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن معاذ بن رفاعة أخبره عن أبيه قال قام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول على المنبر ثم بكى فقال اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه عن أبي بكر رضي الله عنه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبيه ) أي : رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري قوله : ( عام الأول ) أي : من الهجرة ( ثم بكى ) قيل : إنما بكى لأنه علم وقوع أمته في الفتن ، وغلبة الشهوة والحرص على جمع المال وتحصيل الجاه فأمرهم بطلب العفو والعافية ليعصمهم من الفتن " سلوا الله العفو " أي : عن الذنوب ، قال في النهاية : العفو معناه التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه أصله المحو والطمس " والعافية " قال القاري : معناه السلامة في الدين من الفتنة وفي البدن من سيئ الأسقام وشدة المحنة انتهى .

                                                                                                          قلت : لا حاجة إلى زيادة لفظ ( سيئ ) . قال في النهاية : العافية أن تسلم من الأسقام والبلايا وهي الصحة ، وضد المرض . انتهى " بعد اليقين " أي الإيمان " خيرا من العافية " قال الطيبي : وهي السلامة من الآفات فيندرج فيها العفو . انتهى ، يعني ولعموم معنى العافية الشاملة للعفو اكتفى بذكرها عنه والتنصيص عليه سابقا للإيماء إلى أنه أهم أنواعها . قوله : ( وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ) وأخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه .




                                                                                                          الخدمات العلمية