الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          589 حدثنا أبو حاتم مسلم بن حاتم البصري حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قال أنس بن مالك قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : " يا بني إياك والالتفات في الصلاة " أي بتحويل الوجه ( فإن الالتفات في الصلاة هلكة ) بفتحتين أي هلاك ؛ لأنه طاعة الشيطان وهو سبب الهلاك ، قال ميرك : الهلاك على ثلاثة أوجه : افتقاد الشيء عندك ، وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى : هلك عني سلطانيه وهلاك الشيء باستحالته ، والثالث الموت كقوله تعالى : إن امرؤ هلك وقال الطيبي : الهلكة الهلاك وهو استحالة الشيء وفساده ؛ لقوله تعالى : ويهلك الحرث والنسل والصلاة بالالتفات تستحيل من الكمال إلى الاختلاس المذكور في حديث عائشة " فإن كان لا بد " أي من الالتفات " ففي التطوع لا في الفريضة " لأن مبنى التطوع على المساهلة ، ألا ترى أنه يجوز قاعدا مع القدرة على القيام؟ وفيه الإذن بالالتفات للحاجة في التطوع والمنع من ذلك في صلاة الفرض .

                                                                                                          [ ص: 161 ] قوله ، ( هذا حديث حسن ) ذكر الحافظ ابن تيمية هذا الحديث في المنتقى وقال : رواه الترمذي وصححه .




                                                                                                          الخدمات العلمية