الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب خيار الناس

                                                                                                                2526 حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدون الناس معادن بمثل حديث الزهري غير أن في حديث أبي زرعة والأعرج تجدون من خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية حتى يقع فيه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( تجدون الناس معادن ، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) هذا الحديث سبق شرحه في فضائل يوسف صلى الله عليه وسلم . وفقهوا بضم القاف على المشهور ، وحكي كسرها ، أي صاروا فقهاء وعلماء . والمعادن الأصول ، وإذا كانت الأصول شريفة كانت الفروع كذلك غالبا . والفضيلة في الإسلام بالتقوى ، ولكن إذا انضم إليها شرف النسب ازدادت فضلا .

                                                                                                                [ ص: 63 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أشدهم له كراهية حتى يقع فيه ) قال القاضي : يحتمل أن المراد به الإسلام كما كان من عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو ، وغيره من مسلمة الفتح ، وغيرهم ممن كان يكره الإسلام كراهية شديدة ، لما دخل فيه أخلص ، وأحبه ، وجاهد فيه حق جهاده . قال : ويحتمل أن المراد بالأمر في ذي الوجهين هنا الولايات لأنه إذا أعطيها من غير مسألة أعين عليها .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم في ذي الوجهين ( إنه من شرار الناس ) ، فسببه ظاهر لأنه نفاق محض ، وكذب وخداع ، وتحيل على اطلاعه على أسرار الطائفتين ، وهو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ، ويظهر لها أنه منها في خير أو شر ، وهي مداهنة محرمة .




                                                                                                                الخدمات العلمية