الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2393 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله بن عمر حدثني أبو بكر بن سالم عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت كأني أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين فنزع نزعا ضعيفا والله تبارك وتعالى يغفر له ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى روي الناس وضربوا العطن حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثني موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما بنحو حديثهم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه ) أما ( يفري ) فبفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الراء ، وأما ( فريه ) فروي بوجهين : أحدهما فريه بإسكان الراء وتخفيف الياء ، والثانية كسر الراء وتشديد الياء ، وهما لغتان صحيحتان ، وأنكر الخليل التشديد وقال : هو غلط . واتفقوا على أن معناه لم أر سيدا يعمل عمله ، ويقطع قطعه ، وأصل الفري بالإسكان القطع . يقال : فريت الشيء أفريه فريا قطعته للإصلاح ، فهو مفري ، فري وأفريته إذا شققته على جهة الإفساد ، وتقول العرب : تركته يفري الفري إذا عمل العمل بإجادة ، ومنه حديث حسان : لأفرينهم فري الأديم أي أقطعهم بالهجاء كما يقطع الأديم .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى ضرب الناس بعطن ) سبق تفسيره . قال القاضي : ظاهره أنه عائد إلى خلافة [ ص: 542 ] عمر خاصة .

                                                                                                                وقيل : يعود إلى خلافة أبي بكر وعمر جميعا ، لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر ، وضرب الناس بعطن ؛ لأن أبا بكر قمع أهل الردة ، وجمع شمل المسلمين ، وألفهم ، وابتدأ الفتوح ، ومهد الأمور ، وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( كأني أنزع بدلو بكرة ) هي بإسكان الكاف وفتحها .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى روي الناس ) هو بكسر الواو والمخففة ، أي أخذوا كفايتهم .




                                                                                                                الخدمات العلمية