الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                542 حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح يقول حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ألعنك بلعنة الله التامة ) قال القاضي : يحتمل تسميتها تامة أي لا نقص فيها ، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه أو الموجبة عليه العذاب سرمدا . وقال القاضي .

                                                                                                                وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( ألعنك بلعنة الله وأعوذ بالله منك ) دليل جواز الدعاء لغيره وعلى غيره بصيغة المخاطبة ، خلافا لابن شعبان من أصحاب مالك في قوله : إن الصلاة تبطل بذاك ، قلت : وكذا قال أصحابنا تبطل الصلاة بالدعاء لغيره بصيغة المخاطبة كقوله للعاطس : رحمك الله ، أو يرحمك ، ولمن سلم عليه : وعليك السلام وأشباهه ، والأحاديث السابقة في الباب الذي قبله في السلام على المصلي تؤيد ما قاله أصحابنا ، فيتأول هذا الحديث أو يحمل على أنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة أو غير ذلك .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) فيه جواز الحلف من غير استحلاف ؛ لتفخيم ما يخبر به الإنسان وتعظيمه والمبالغة في صحته وصدقه . وقد كثرت الأحاديث بمثل هذا . والولدان الصبيان .




                                                                                                                الخدمات العلمية