الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ( 136 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فلما نكثوا عهودهم "انتقمنا منهم" ، يقول : انتصرنا منهم بإحلال نقمتنا بهم ، وذلك عذابه " فأغرقناهم في اليم " ، وهو البحر ، كما قال ذو الرمة :


داوية ودجى ليل كأنهما يم تراطن في حافاته الروم

[ ص: 75 ]

وكما قال الراجز :

كباذح اليم سقاه اليم

( بأنهم كذبوا بآياتنا ) ، يقول : فعلنا ذلك بهم بتكذيبهم بحججنا وأعلامنا التي أريناهموها ( وكانوا عنها غافلين ) ، يقول : وكانوا عن النقمة التي أحللناها بهم ، غافلين قبل حلولها بهم أنها بهم حالة .

و"الهاء والألف" في قوله : "عنها" ، كناية من ذكر "النقمة" ، فلو قال قائل : هي كناية من ذكر "الآيات" ، ووجه تأويل الكلام إلى : وكانوا عنها معرضين فجعل إعراضهم عنها غفولا منهم إذ لم يقبلوها ، كان مذهبا . يقال من "الغفلة" ، "غفل الرجل عن كذا يغفل عنه غفلة وغفولا وغفلا" . [ ص: 76 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية