الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون ( 26 ) )

كما حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ( أولم يهد لهم ) يقول : أولم يبين لهم ، وعلى القراءة بالياء في ذلك قراء الأمصار ، وكذلك القراءة عندنا لإجماع الحجة من القراء ، بمعنى : أولم يبين لهم إهلاكنا القرون الخالية من قبلهم سنتنا فيمن سلك سبيلهم من الكفر بآياتنا ، فيتعظوا وينزجروا . وقوله : ( كم ) إذا قرئ ( يهد ) بالياء ، في موضع رفع بيهد . وأما إذا قرئ ذلك بالنون ( أولم نهد ) فإن موضع ( كم ) وما بعدها نصب . وقوله : ( يمشون في مساكنهم ) يقول - تعالى ذكره - : أولم يبين لهم كثرة إهلاكنا القرون الماضية من قبلهم يمشون في بلادهم [ ص: 196 ] وأرضهم ، كعاد وثمود .

كما : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون ) عاد وثمود ، وأنهم إليهم لا يرجعون .

وقوله : ( إن في ذلك لآيات ) يقول - تعالى ذكره - : إن في خلاء مساكن القرون الذين أهلكناهم من قبل هؤلاء المكذبين بآيات الله من قريش من أهلها الذين كانوا سكانها وعمارها بإهلاكنا إياهم لما كذبوا رسلنا ، وجحدوا بآياتنا ، وعبدوا من دون الله آلهة غيره التي يمرون بها فيعاينونها ، لآيات لهم وعظات يتعظون بها ، لو كانوا أولي حجا وعقول ، يقول الله : ( أفلا يسمعون ) عظات الله وتذكيره إياهم آياته ، وتعريفهم مواضع حججه ؟ .

التالي السابق


الخدمات العلمية