الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ( 151 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا ) ، ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) ، يعني بالنفس التي حرم الله قتلها ، نفس مؤمن أو معاهد وقوله : ( إلا بالحق ) ، يعني بما أباح قتلها به : من أن تقتل نفسا فتقتل قودا بها ، أو تزني وهي محصنة فترجم ، [ ص: 221 ] أو ترتد عن دينها الحق فتقتل . فذلك " الحق " الذي أباح الله جل ثناؤه قتل النفس التي حرم على المؤمنين قتلها به ( ذلكم ) ، يعني : هذه الأمور - التي عهد إلينا فيها ربنا أن لا نأتيه وأن لا ندعه - هي الأمور التي وصانا والكافرين بها أن نعمل جميعا به ( لعلكم تعقلون ) ، يقول : وصاكم بذلك لتعقلوا ما وصاكم به ربكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية