الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 327 ] فصل ( الأخبار والآثار في دخول الحمام ومنها نهي النساء عنه ) .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر من ذكور أمتي فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ، ومن كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر من إناث أمتي فلا يدخل الحمام } رواه أحمد وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم { نهى الرجال ، والنساء عن الحمامات ، ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المئزر ولم يرخص للنساء . } رواه أبو داود وابن ماجه ، والترمذي وقال ليس إسناده بالقائم . وعنها أيضا مرفوعا { أيما امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها } إسناده جيد رواه ابن ماجه ، والترمذي وحسنه .

وقال النسائي أخبرنا إسحاق بن راهويه أنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن عطاء عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر } حديث حسن .

وقال سعيد في سننه ثنا سفيان عن طاوس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { احذروا بيتا يقال له الحمام فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ينقي من الوسخ ، والأذى قال : فمن دخله منكم فليستتر } ورواه أبو بكر البزار موصولا يذكر ابن عباس فيه قال عبد الحق هذا أصح إسناد حديث في هذا الباب على أن الناس يرسلونه عن طاوس وأما ما خرجه أبو داود في هذا من الحظر ، والإباحة فلا يصح منه شيء لضعف الأسانيد وكذلك ما أخرجه الترمذي .

وروى حديث ابن عباس هذا الطبراني والبيهقي مسندا ومرسلا .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال نعم البيت الحمام ينقي من الدرن ويذكر بالنار ، وعن أبي الدرداء معناه وكان يدخله . وعن علي رضي الله عنه قال بئس البيت الحمام نزع من أهله الحياء ، ولا يقرأ فيه القرآن . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لا تدخلوا هذه الحمامات فإنها مما أحدثوا من النعيم [ ص: 328 ] وكان ابن عمر لا يدخله وعنه أيضا قال : لا تدخل الحمام إلا أن تشتكي . وعن قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لا يدخلن أحد الحمام إلا بمئزر ولا يذكر الله فيه حتى يخرج ولا يغتسل اثنان من إناء واحد روى هذه الآثار سعيد في سننه .

وذكر ابن عبد البر عن أبي هريرة رضي الله عنه : بئس البيت الحمام يكشف العورة ويذهب الحياء . وعنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم { نعم البيت الحمام يدخله الرجل المسلم يسأل الله فيه الجنة ويستعيذ به من النار } قال ، والصحيح أنه موقوف .

وروى البيهقي عن أبي الدرداء أنه كان يدخل الحمام فيقول : نعم البيت الحمام يذهب الوسخ ويذكر النار ، ويقول : بئس البيت الحمام إنه يكشف عن أهله الحياء قال البيهقي قد روينا عن ابن عمر أنه قال نعم البيت الحمام يذهب بالوسخ ويذكر بالنار . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا { إنها ستفتح لكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات فلا يدخلها الرجال إلا بإزار وامنعوا النساء إلا مريضة أو نفساء } إسناده ضعيف فيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وغيره ، رواه أبو داود وابن ماجه

وذكر ابن عقيل أن عبد الله بن أحمد قال ما رأيت أبي دخل الحمام قط وذكر أيضا أن أبا بكر من أصحابنا روى بإسناده عن أبي هريرة أنه دخل الحمام فقال لا إله إلا الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية