الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4517 [ 2380 ] وعن جابر بن عبد الله قال : لما كان يوم أحد جيء بأبي مسجى وقد مثل به . قال : فأردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي، ثم أردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي، فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو أمر به فرفع - فسمع صوت باكية أو صائحة ، فقال : من هذه؟ فقالوا : ابنة عمرو - أو أخت عمرو . فقال : ولم تبكي؟ فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع !

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 289 )، والبخاري (4080)، ومسلم (2471) (129)، والنسائي ( 4 \ 12 ).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " وجيء بأبي مسجى ، وقد مثل به " ؛ أي : مغطى بثوب ومثل به ، أي جدع أنفه وأذناه ، فعل ذلك به المشركون .

                                                                                              وقوله " ولم تبكي ؟ " ، كذا صحت الرواية بـ " لم " التي للاستفهام ، " تبكي " [ ص: 388 ] بغير نون ، لأنه استفهام لمخاطب عن فعل غائبة ، ولو خاطبها بالاستفهام خطاب الحاضرة لقال : ولم تبكين ؟ بإثبات النون ، وكذلك جاء في رواية أخرى " أو لا تبكيه ؟ ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها " هو إخبار عن غائبة ، ولو كان خطاب الحاضرة لقال : تبكينه ، أو لا تبكينه بنون فعل الواحدة المخاطبة ، ويعني بهذا الكلام أن عبد الله مكرم عند الملائكة سواء بكي عليه أو لم يبك ، وكون الملائكة تظله بأجنحتها إنما ذلك لاجتماعهم عليه وتراحمهم على مبادرة لقائه والصعود بروحه الكريمة الطيبة ، ولتبشره بما له عند الله تعالى من الكرامة والدرجة الرفيعة ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية