الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1623 (19) باب زيارة القبور والتسليم عليها ، والدعاء والاستغفار للموتى

                                                                                              [ 840 ] عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا .

                                                                                              رواه أحمد (5 \ 350) ، ومسلم (977) ، والنسائي (8 \ 310 - 311) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (19) ومن باب : زيارة القبور

                                                                                              قوله " فزوروها " نص في النسخ للمنع المتقدم ، لكن اختلف العلماء هل هذا النسخ عام للرجال وللنساء أم هو خاص للرجال دون النساء ؟ والأول أظهر ، وقد دل على صحة ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قد رأى امرأة تبكي عند قبر فلم ينكر عليها الزيارة ، وإنما أنكر عليها البكاء كما تقدم .

                                                                                              [ ص: 633 ] وقوله في الحديث الآتي " زوروا القبور فإنها تذكر الموت " ، وتذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء ، على أن أصح ما في نهي النساء عن زيارة القبور ما خرجه الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن زوارات القبور ، صححه الترمذي ، على أن في إسناده عمر بن أبي سلمة وهو ضعيف عندهم . ثم إن هذا اللعن إنما هو للمكثرات من الزيارة ; لأن " زوارات " للمبالغة ، ويمكن أن يقال : إن النساء إنما يمنعن من إكثار الزيارة لما يؤدي إليه الإكثار من تضييع حقوق الزوج والتبرج والشهرة والتشبه بمن يلازم القبور لتعظيمها ، ولما يخاف عليها من الصراخ وغير ذلك من المفاسد ، وعلى هذا يفرق بين الزائرات والزوارات .

                                                                                              والصحيح نسخ المنع عن الرجال والنساء كما تقدم ، والله تعالى أعلم .

                                                                                              وسيأتي القول على نسخ منع ادخار لحوم الأضاحي ، ومنع الانتباذ في الحنتم والدباء والمزفت في بابهما .

                                                                                              وقد زاد مالك في هذا الحديث " لا تقولوا هجرا " ، وهو الفحش من القول كالنوح والترنم به وغير ذلك ، وبكاؤه - صلى الله عليه وسلم - على قبر أمه إنما كان لما فاتها من أيامه ومن الإيمان به .




                                                                                              الخدمات العلمية