الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 148 ] عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن عكرمة وغيره

171 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني - بأصبهان - أن أبا منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي أخبرهم [ ص: 149 ] - قراءة عليه وهو حاضر - أبنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذا ، أبنا أبو بكر عبد الله بن محمد القباب ، أبنا أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم ، ثنا محمد بن الحسين الرازي - يعرف بمهيار وكان صدوقا - ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا الوليد بن مسلم ، قال : أخبرني ابن جريج ، عن عطاء ابن أبي رباح وعكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه بينما هو جالس إذ جاء علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، يتفلت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الحسن ، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ، وينتفع من علمته ، ويثبت ما تعلمت في صدرك ؟ " فقال : أجل ، فعلمني يا رسول الله ، فقال : " إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب ، وهو قول أخي يعقوب لبنيه : سوف أستغفر لكم ربي ، حتى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم [ ص: 150 ] تستطع ففي وسطها ، فإن لم تستطع ففي أولها فصل أربع ركعات ، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة ( يس ) وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و ( حم ) الدخان ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و ( الم ) تنزيل ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله - عز وجل - وأحسن الثناء على الله ، وصل علي ، وأحسن ، ثم قل في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك بالله ، ويا رحمان بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك بالله يا رحمان بجلالك ، ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري ، وأن تستعمل به بدني ; فإنه لا يعين على الحق غيرك ، ولا يؤتيه إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . يا أبا الحسن ، افعل ذلك ثلاث جمع أو ستة أو سبعة تجاب بإذن الله - تبارك وتعالى - .

كان في نسخة سماعنا : عن عطاء ابن أبي رباح عن عكرمة ؛ وهو وهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية