الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
446 [ ص: 519 ] الأصل

[ 289 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، حدثني عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، عن عدي بن حاتم، قال: خطب رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اسكت فبئس الخطيب أنت" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ولا تقل: ومن يعصهما". .

التالي السابق


الشرح

عبد العزيز بن رفيع، أبو عبد الله المكي الأسدي، سكن الكوفة.

سمع: أنس بن مالك، وابن عباس، وابن الزبير، وعطاء بن أبي رباح، وتميم بن طرفة.

وروى عنه: الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وشعبة، والأعمش، وابن عيينة.

ويقال: إنه كان على كبر السن منكاحا لا يصبر عن النساء.

وتميم بن طرفة طائي كوفي.

سمع: جابر بن سمرة، وعدي بن حاتم.

وروى عنه: سماك بن حرب، والمسيب بن رافع.

مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين [ ص: 520 ]

وعدي بن حاتم الطائي يكنى أبا طريف نزل الكوفة، ويقال: إنه مات بها زمن المختار، ويقال: بقرقيسيا سنة سبع وستين، ويقال: سنة ثمان وستين.

سمع: النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر - رضي الله عنه -. وروى عنه: قيس بن أبي حازم، والشعبي، وهمام، وسعيد بن جبير.

وأبوه حاتم هو الذي يضرب به المثل في الجود.

والحديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير، عن وكيع، عن سفيان وهو الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع.

وخطبة الرجل عند النبي صلى الله عليه وسلم يشبه أن تكون الخطبة التي يسن تقديمها على الحاجات لا خطبة الجمعة والعيدين، وكره الشافعي لهذا الحديث أن يقول القائل: ومن يعصهما، وأحب أن يفرد اسم الله تعالى، ثم يذكر بعده اسم رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يقل: ومن يعصهما نهي إرشاد وتنزيه؛ يدل عليه ما روى أبو داود في السنن عن ابن مسعود؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال: الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا.

وفي قوله: اسكت بئس الخطيب أنت والحال ما ذكرنا ما بين أنه يجوز المنع من الإتيان بالمكروه وتغليظ القول لمن يتعاطاه




الخدمات العلمية