الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              290 1 - باب: كيف كان بدء الحيض؟ وقول النبي - صلى الله عليه وسلم: "هذا شيء كتبه الله على بنات آدم".

                                                                                                                                                                                                                              وقال بعضهم: كان أول ما أرسل الحيض على بني إسرائيل.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر. [فتح: 1 \ 400] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              أي: فإنه عام في جميع بنات آدم، فهذه المقالة عن بعضهم مردودة بذلك.

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب: الحديث يدل على أن الحيض مكتوب على بنات آدم فمن بعدهن من البنات، وهو من أصل خلقتهن الذي فيه صلاحهن، قال تعالى في زكريا - صلى الله عليه وسلم: وأصلحنا له زوجه [الأنبياء: 90].

                                                                                                                                                                                                                              قال أهل التأويل يعني: رد الله إليها حيضها لتحمل، وهو من حكمة الباري تعالى الذي جعله سببا للنسل (الإنسي) أن المرأة إذا ارتفع حيضها لم تحمل عادة. قال ابن بطال: وقال غيره ليس فيما أتى به حجة؛ لأن زكريا من أولاد بني إسرائيل، والحجة القاطعة في ذلك قوله تعالى: فضحكت [هود: 71] في قصة إبراهيم.

                                                                                                                                                                                                                              قال قتادة: يعني: حاضت. وهذا معروف في اللغة يقال: ضحكت المرأة: إذا حاضت، وكذلك الأرنب والضبع والخفاش.

                                                                                                                                                                                                                              وإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - هو جد إسرائيل؛ لأن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن [ ص: 11 ] إبراهيم، ولم ينزل على بني إسرائيل كتاب إلا على موسى، فدل ذلك على أن الحيض كان قبل بني إسرائيل. وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يشهد لهذا التأويل وصحته.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية