الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          فصل ودود القز والمسك وفأرته طاهر ( و ) وقال الأزجي فأرته طاهرة ، ويحتمل نجاستها ، لأنه جزء من حيوان حي ، لكنه ينفصل بطبعه كالجنين ، وهو صرة الغزال ، وقيل من دابة في البحر لها أنياب .

                                                                                                          وفي التلخيص فيكون مما لا يؤكل .

                                                                                                          وفي الفنون ما يأكله أهل الجنة يستحيل عرقا ، كما أحال في النحل الشهد ، ومن دم الغزلان المسك ، ويأتي في زكاة ما يخرج من البحر ، وهل الزباد لبن سنور بحري ، أو عرق سنور بري ؟ فيه خلاف ( م 18 ) والعنبر ، قيل : هو نبات ينبت في قعر البحر [ ص: 250 ] فيبتلعه بعض دوابه ، فإذا ثملت منه قذفته رجيعا فيقذفه البحر إلى ساحله ، وقيل : طل ينزل من السماء في جزائر البحر فتلقيه الأمواج إلى الساحل ، وقيل : روث دابة بحرية تشبه البقرة ، وقيل : هو جثا من جثا البحر أي زبد ، وقيل هو فيما يظن ينبع من عين في البحر ( م 19 )

                                                                                                          [ ص: 249 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 249 ] ( مسألة 18 ) قوله : وهل الزباد لبن سنور بحري ، أو عرق سنور بري ، فيه خلاف ، انتهى ، الذي يظهر أن هذا الخلاف ليس مما نحن بصدده ، ولا يدخل في قول المصنف ، فإن اختلف الترجيح أطلقت الخلاف ، ولكن المصنف رحمه الله تعالى لما لم يترجح عنده قول من هذين القولين ( عبر ) بهذه الصيغة وهما قولان للعلماء لكن قال في القاموس : الزباد على وزن سحاب معروف ، وغلط الفقهاء [ ص: 250 ] واللغويون في قولهم الزباد دابة يجلب منها الطيب ، وإنما الدابة السنور ، والزباد الطيب ، وهو وسخ يجتمع تحت ذنبها على المخرج فتمسك الدابة وتمنع الاضطراب ، ويسلت ذلك الوسخ المجتمع هناك بليطة ، أو خرقة ، انتهى ، ولم يفصح بكون الدابة برية أو بحرية ، ولكن بقوله وسخ دل أنه غير لبن ، وأنه من سنور بري ، وقد شوهد ذلك كثيرا .

                                                                                                          وقال ابن البيطار في مفرداته قال الشريف الإدريسي الزباد نوع من الطيب يجمع من بين أفخاذ حيوان معروف يكون بالصحراء ، يصاد ويطعم اللحم ، ثم يعرق فيكون من عرق بين فخذيه حينئذ ، وهو أكبر من الهر الأهلي ، انتهى ، واقتصر عليه .

                                                                                                          ( مسألة 19 ) قوله : والعنبر قيل هو نبات ينبت في قعر البحر ، فيبتلعه بعض دوابه فإذا ثملت منه قذفته رجيعا فيقذفه البحر إلى ساحله ، وقيل طل ينزل من السماء في جزائر البحر فتلقيه الأمواج إلى الساحل ، وقيل روث دابة بحرية تشبه البقرة ، وقيل هو جثى من جثى البحر ، أي زبد ، وقيل هو فيما يظن بنبع من عين في البحر ، انتهى ، الظاهر أن الشيخ لما لم يجد إلى تصحيح ذلك طريقا أتى بصيغة التمريض ، وهذه الأقوال والله أعلم ليست في المذهب ، وإنما هي أقوال العلماء في الجملة ، وهي كالمسألة التي قبلها ، وقد قال ابن عباس : العنبر شيء دسره البحر ، ذكره البخاري في صحيحه عنه ، ومعنى دسره دفعه ورمى به إلى الساحل .

                                                                                                          وقال الإمام الشافعي في الأم في كتاب السلم أخبرني عدد ممن أثق بخبره أنه نبات يخلقه الله تعالى في جنبات البحر ، قال : وقيل إنه يأكله حوت فيموت فيلقيه البحر فينشق بطنه ، [ ص: 251 ] فيخرج منه ، وحكى ابن رستم عن محمد بن الحسن أنه ينبت في البحر بمنزلة الحشيش في البر ، وقيل هو شجر ينبت في البحر فينكسر فيلقيه الموج إلى الساحل ، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في شرح البخاري .

                                                                                                          وقال ابن المحب في شرح البخاري والصواب أنه يخرج من دابة بحرية ، وقال وفي كتاب الحيوان لأرسطو : إن الدابة التي تلقي العنبر من بطنها تشبه البقرة ، انتهى ، وقيل هو رجيع سمكة ، وذكر ابن المحب حديثا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { العنبر من دابة كانت بأرض الهند ترعى في البر ثم إنها صارت إلى البحر } رواه الشيرازي ، وغيره ، والسيرافي في الغاية من حديث حذيفة ، وقال في القاموس العنبر روث دابة بحرية ، أو نبع عين فيه .

                                                                                                          وقال ابن البيطار في مفرداته قال ابن حسان العنبر روث دابة بحرية ، وقيل هو شيء ينبت في قعر البحر فيأكله بعض دواب البحر فإذا امتلأت منه قذفته رجيعا .

                                                                                                          وقال ابن سيناء العنبر فيما نظن نبع عين في البحر ، ولذلك يقال : إنه زبد البحر ، أو روث دابة بعيد ، انتهى وقال ابن جميع والشريف من قال إنه رجيع دابة فقد أخطأ .

                                                                                                          وقال الشريف أيضا في مفرداته ما أعلم أحدا فحص عنه كفحصي ، والذي أجمع عليه ممن يعتد به من جميع الطوائف ومن المسافرين في جميع الأقطار أنه يخرج من عيون تنبع من أسفل البحر مثل ما ينبع القار فتلقيه الأمواج إلى الشط ، انتهى ، قال بعضهم في أيام معلومات .




                                                                                                          الخدمات العلمية