الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          فصل وليلة القدر أفضل الليالي ، وهي أفضل من ليلة الجمعة ، للآية ، وذكره الخطابي إجماعا وذكر ابن عقيل روايتين : إحداهما هذا ، والثانية ليلة الجمعة أفضل ، وعلله بأنها تتكرر ، وبأنها تابعة لما هو أفضل الأيام وهو يوم الجمعة ، قال صاحب المحرر : وهي اختيار ابن بطة وأبي الحسن الخرزي وأبي حفص البرمكي . واحتجوا بأن الليلة تابعة ليومها ، وفيه ما لم يذكر في فضل يوم ليلة القدر ، ولبقاء فضلها في الجنة ، لأن في قدر يومها تقع الزيارة إلى الحق سبحانه ، كما رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ، وإسناده حسن .

                                                                                                          وقال أبو الحسن التميمي : ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن أفضل من ليلة الجمعة ، فأما أمثالها من ليالي القدر فليلة الجمعة أفضل ، وذكر أبو بكر بن العربي المالكي في المعارضة وذكر غيره أن يوم الجمعة أفضل الأيام .

                                                                                                          وقال شيخنا : هو أفضل أيام الأسبوع إجماعا ، وقال : يوم النحر أفضل [ أيام ] العام ، وكذا ذكر جده صاحب المحرر في صلاة العيد من شرحه منتهى الغاية أن يوم [ ص: 145 ] النحر أفضل ، وظاهر ما ذكره أبو حكيم أن يوم عرفة أفضل ، وهذا أظهر ، وقاله أكثر الشافعية ، وبعضهم : يوم الجمعة ، وظهر مما سبق أن هذه الأيام أفضل من غيرها ، ويتوجه على اختيار شيخنا بعد يوم النحر يوم القر الذي يليه ، لأنه احتج بقوله عليه السلام { أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر } قال في الغنية : إن الله اختار من الأيام أربعة : الفطر والأضحى وعرفة ويوم عاشوراء ، واختار منها يوم عرفة .

                                                                                                          وقال أيضا : إن الله اختار للحسين الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده منزلة ، والله أعلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية