الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: خلقكم من نفس واحدة يعني آدم ثم جعل منها زوجها أي: قبل خلقكم جعل منها زوجها، لأن حواء خلقت قبل الذرية، ومثله في الكلام أن تقول: قد أعطيتك اليوم شيئا، ثم الذي أعطيتك أمس أكثر; هذا اختيار الفراء . وقال غيره: ثم أخبركم أنه خلق منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام أي: خلق ثمانية أزواج ، وقد بيناها في سورة [الأنعام: 143]

                                                                                                                                                                                                                                      خلقا من بعد خلق أي: نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظما ثم لحما ثم أنبت الشعر، إلى غير ذلك من تقلب الأحوال إلى إخراج الأطفال، هذا قول الجمهور . وقال ابن زيد: خلقا في البطون من بعد خلقكم في ظهر آدم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: في ظلمات ثلاث ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة [ ص: 164 ] المشيمة، قاله الجمهور، وابن زيد معهم . وقال أبو عبيدة: إنها ظلمة صلب الأب، وظلمة بطن المرأة، وظلمة الرحم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فأنى تصرفون أي: من أين تصرفون عن طريق الحق بعد هذا البيان؟!

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية