الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين

                                                                                                                                                                                                يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا ، وقرئ : "يغشي" بالتشديد ، أي : يلحق الليل النهار ، أو النهار بالليل يحتملهما جميعا ; والدليل على الثاني قراءة حميد بن قيس : "يغشى الليل النهار" ، بفتح الياء ، و “ نصب الليل" ، "ورفع النهار" ، أي : يدرك النهار الليل ، ويطلبه حثيثا ، حسن الملاءمة لقراءة حميد ، " بأمره " : بمشيئته ، وتصريفه ، وهو متعلق بمسخرات ، أي : خلقهن جاريات بمقتضى حكمته ، وتدبيره ، وكما يريد أن يصرفها سمي ذلك أمرا على التشبيه ، كأنهن مأمورات بذلك .

                                                                                                                                                                                                وقرئ : "والشمس والقمر والنجوم مسخرات" ، بالرفع ، لما ذكر أنه خلقهن [ ص: 450 ] مسخرات بأمره قال : ألا له الخلق والأمر أي : هو الذي خلق الأشياء كلها ، وهو الذي صرفها على حسب إرادته

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية