الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو أحمد ) تقدم ( قال أخبرنا سفيان ) أي : الثوري لأنه الراوي عن السدي لا ابن عيينة كما في الشرح ( عن السدي ) بضم المهملة وتشديد ما بعده وهو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي صدوق رمي بالتشيع ، كذا في التقريب ، وفي الصحاح السدة باب الدار ، قال أبو الدرداء من يغش سدد السلطان ، يقم ويقعد وسمي إسماعيل السدي ; لأنه كان يبيع المقانع الحمر في سدة مسجد الكوفة ، وهي ما يبقى من الطاق المسدود ، وقد أخرج حديثه مسلم والأربعة ، وقال ميرك : منسوب إلى السدة ، وهي صفة في باب المسجد الجامع في الكوفة كان السدي يسكنها وهو السدي الكبير المفسر المشهور مختلف فيه ، وثقه بعضهم وضعفه آخرون ، وأما السدي الصغير فهو محمد بن مروان حفيده ، وهو متفق على ضعفه واتهمه بعضهم بالكذب ، وليس المراد هنا انتهى ، وهو ابن ابنة السدي الكبير ، أو ابن أخته رمي بالرفض ( قال حدثني من سمع عمرو بن حريث ) بالتصغير وهو قرشي مخزومي ، صحابي أخرج حديثه الستة ، قال الواقدي : مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرة ، روى عنه ابنه جعفر وخليفة وأصبغ وهارون مواليه وعطاء بن السائب ، والوليد بن سويع وسراقة بن محمد ، وإسماعيل بن أبي خالد ولم أر في شيء من الروايات التصريح باسم من حدث السدي ، فيحتمل أن من حدث عنه واحد من هؤلاء وأظنه عطاء بن السائب ، فإنه [ ص: 163 ] اختلط في آخر عمره ، والسدي ممن سمع منه بعد الاختلاط ; فلذا أبهمه ولم يصرح باسمه ; لئلا يفطن له لكن للحديث شاهد ، وهو ما أخرجه ابن حبان من طريق شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين من جلود البقر ، وأخرج النسائي من طريق عبيد الله بن عمر القواريري عن سفيان عن أبي إسحاق عمن سمع عمرو بن حريث ( يقول ) أي عمرو بن حريث ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين ) يحتمل أنه كان في صلاة جنازة أو غيرها ، والخصف الخرز ، ونعل مخصوفة أي ذات الطراق ، وكل طراق منها خصفة والظاهر أنه يخصف نعليه بنفسه ; لما ورد في رواية عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويرقع دلوه ، أخرجه ابن حبان والحاكم ، وفي شرح أن المراد به المرقعة

التالي السابق


الخدمات العلمية