الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ما قيل من الشعر يوم أحد

[ شعر هبيرة ]

قال ابن إسحاق : وكان مما قيل من الشعر في يوم أحد ، قول هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم - قال ابن هشام : عائذ : ابن عمران بن مخزوم :


ما بال هم عميد بات يطرقني بالود من هند إذ تعدو عواديها     باتت تعاتبني هند وتعذلني
والحرب قد شغلت عني مواليها     مهلا فلا تعذليني إن من خلقي
ما قد علمت وما إن لست أخفيها     مساعف لبني كعب بما كلفوا
حمال عبء وأثقال أعانيها     وقد حملت سلاحي فوق مشترف
ساط سبوح إذا تجري يباريها     كأنه إذ جرى عير بفدفدة
مكدم لاحق بالعون يحميها     من آل أعوج يرتاح الندي له
كجذع شعراء مستعل مراقيها     أعددته ورقاق الحد منتخلا
ومارنا لخطوب قد ألاقيها     هذا وبيضاء مثل النهي محكمة
نيطت علي فما تبدو مساويها     سقنا كنانة من أطراف ذي يمن
عرض البلاد على ما كان يزجيها     قالت كنانة : أني تذهبون بنا ؟
قلنا : النخيل ، فأموها ومن فيها     نحن الفوارس يوم الجر من أحد
هابت معد فقلنا نحن نأتيها     هابوا ضرابا وطعنا صادقا خذما
مما يرون وقد ضمت قواصيها     ثمت رحنا كأنا عارض برد
وقام هام بني النجار يبكيها     كأن هامهم عند الوغى فلق
من قيض ربد نفته عن أداحيها     أو حنظل ذعذعته الريح في غصن
بال تعاوره منها سوافيها     قد نبذل المال سحا لا حساب له
ونطعن الخيل شزرا في مآقيها     وليلة يصطلي بالفرث جازرها
يختص بالنقرى المثرين داعيها     وليلة من جمادى ذات أندية
جربا جمادية قد بت أسريها     لا ينبح الكلب فيها غير واحدة
من القريس ولا تسرى أفاعيها     أوقدت فيها لذي الضراء جاحمة
كالبرق ذاكية الأركان أحميها     أورثني ذاكم عمرو ووالده
من قبله كان بالمثنى يغاليها     كانوا يبارون أنواء النجوم فما
دنت عن السورة العليا مساعيها



التالي السابق


الخدمات العلمية