الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      شروط شهادة أن لا إله إلا الله

      وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت     فإنه لم ينتفع قائلها
      بالنطق إلا حيث يستكملها

      ( وبشروط سبعة ) متعلق بقيدت ( قد قيدت ) أي قيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار . وفي نصوص الوحي من الكتاب والسنة ( حقا وردت ) صريحة صحيحة ( فإنه ) أي الشأن وذلك علة تقييدها بهذه الشروط السبعة ( لم ينتفع قائلها ) أي قائل لا إله إلا الله ( بالنطق ) أي بنطقه بها مجردا ( إلا حيث يستكملها ) أي هذه الشروط السبعة ، ومعنى استكمالها اجتماعها في العبد والتزامه إياها بدون مناقضة منه لشيء منها ، وليس المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له أعددها لم يحسن ذلك . وكم حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيرا فيما يناقضها ، والتوفيق بيد الله ، والله المستعان .

      والعلم واليقين والقبول     والانقياد فادر ما أقول
      [ ص: 419 ] والصدق والإخلاص والمحبه     وفقك الله لما أحبه

      .

      هذا تفصيل الشروط السبعة السابق ذكرها التي قيدت بها هذه الشهادة ، فأصغ سمعك وأحضر قلبك لإملاء أدلتها وتفهمها وتعلقها ، ثم اعمل على وفق ذلك تفز بسعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله عز وجل ، كما وعد الله تعالى ذلك إنه لا يخلف الميعاد :

      الأول ( العلم ) بمعناها المراد منها نفيا وإثباتا المنافي للجهل بذلك ، قال الله عز وجل : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) ( محمد : 19 ) وقال تعالى : ( إلا من شهد بالحق ) ( الزخرف : 86 ) أي بلا إله إلا الله . ( وهم يعلمون ) بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم . وقال تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ( آل عمران : 18 ) وقال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ) ( الزمر : 9 ) وقال تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ( فاطر : 28 ) وقال تعالى : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) ( العنكبوت : 43 ) وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية