الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 1173 ] ذكر حكم الأمصار التي وجدت فيها هذه الأماكن ، وما يجوز إبقاؤه ، وما تجب إزالته ومحو رسمه .

                          البلاد التي تفرق فيها أهل الذمة والعهد ثلاثة أقسام :

                          أحدها : بلاد أنشأها المسلمون في الإسلام .

                          الثاني : بلاد أنشئت قبل الإسلام فافتتحها المسلمون عنوة وملكوا أرضها وساكنيها .

                          الثالث : بلاد أنشئت قبل الإسلام وفتحها المسلمون صلحا .

                          فأما القسم الأول :

                          [ بلاد أنشأها المسلمون في الإسلام ] .

                          فهو مثل البصرة والكوفة وواسط وبغداد والقاهرة .

                          أما البصرة والكوفة فأنشئتا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

                          قال يزيد بن هارون : أخبرنا زياد بن أبي زياد ، حدثنا عبد الرحمن بن [ ص: 1174 ] أبي بكرة ، عن نافع بن الحارث قال : كان أمير المؤمنين قد هم أن يتخذ للمسلمين مصرا ، وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحر وفتحوا الأهواز وكابل وطبرستان ، فلما افتتحوها كتبوا إليه : " إنا وجدنا بطبرستان مكانا لا بأس به " . فكتب إليهم : " إن بيني وبينكم دجلة ، ولا حاجة لي في شيء بيني وبينكم فيه دجلة أن نتخذه مصرا " . قال : فقدم عليه رجل من بني سدوس يقال له ثابت فقال له : يا أمير المؤمنين إني مررت بمكان دون دجلة به بادية يقال لها الخريبة ويقال للأرض " البصرة " وبينها وبين [ ص: 1175 ] دجلة فرسخ فيه خليج يجري فيه الماء وأجمة قصب . فأعجب ذلك عمر رضي الله عنه فدعا عتبة بن غزوان فبعثه في أربعين رجلا فيهم نافع بن الحارث وزياد أخوه لأمه .

                          قال سيف بن [ عمر ] : مصرت البصرة سنة ست عشرة ، واختطت قبل الكوفة بثمانية أشهر .

                          [ ص: 1176 ] وقال قتادة : أول من مصر البصرة رجل من بني شيبان يسمى المثنى بن حارثة ، وأنه كتب إلى عمر رضي الله عنه : " إني نزلت أرضا بصرة " . فكتب إليه : " إذا أتاك كتابي هذا فاثبت حتى يأتيك أمري " . فبعث عتبة بن غزوان معلما وأميرا ، فغزا الأبلة .

                          وقال حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن : إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مصر البصرة والكوفة .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية