[ ص: 165 ] nindex.php?page=treesubj&link=32012قصة بقرة بني إسرائيل
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72وإذ قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون [ البقرة : 67 - 73 ] .
قال
ابن عباس ، وعبيدة السلماني ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، وغير واحد من السلف : كان رجل في
بني إسرائيل كثير المال ، وكان شيخا كبيرا وله بنو أخ ، وكانوا يتمنون موته; ليرثوه ، فعمد أحدهم فقتله في الليل ، وطرحه في مجمع الطرق ، ويقال : على باب رجل منهم . فلما أصبح الناس اختصموا فيه ، وجاء ابن أخيه ، فجعل يصرخ ويتظلم ، فقالوا : ما لكم تختصمون ولا تأتون نبي الله ، فجاء ابن أخيه فشكى أمر عمه إلى رسول الله
موسى ، عليه السلام ، فقال
موسى ، عليه السلام : أنشد الله رجلا عنده علم من أمر
[ ص: 166 ] هذا القتيل إلا أعلمنا به . فلم يكن عند أحد منهم علم ، وسألوه أن يسأل في هذه القضية ربه ، عز وجل ، فسأل ربه ، عز وجل ، في ذلك فأمره الله أن يأمرهم بذبح بقرة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا يعنون; نحن نسألك عن أمر هذا القتيل ، وأنت تقول هذا .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين أي; أعوذ بالله أن أقول عنه غير ما أوحى إلي . وهذا هو الذي أجابني حين سألته عما سألتموني عنه أن أسأله فيه . قال
ابن عباس ،
وعبيدة ،
ومجاهد ،
وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ، وغير واحد : فلو أنهم عمدوا إلى أي بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها ، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم . وقد ورد فيه حديث مرفوع ، وفي إسناده ضعف ، فسألوا عن صفتها ، ثم عن لونها ثم عن سنها فأجيبوا بما عز وجوده عليهم ، وقد ذكرنا في تفسير ذلك كله في " التفسير " .
والمقصود أنهم أمروا بذبح بقرة عوان; وهي الوسط بين النصف الفارض ، وهي الكبيرة ، والبكر ، وهي الصغيرة . قاله
ابن عباس ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ،
وعكرمة ،
والحسن ،
وقتادة ، وجماعة . ثم شددوا ، وضيقوا على أنفسهم ، فسألوا عن لونها ، فأمروا بصفراء فاقع لونها ، أي مشرب بحمرة ، تسر الناظرين ، وهذا اللون عزيز . ثم شددوا أيضا فقالوا :
[ ص: 167 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون ففي الحديث المرفوع ، الذي رواه
ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه :
لولا أن بني إسرائيل استثنوا لما أعطوا وفي صحته نظر والله أعلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وهذه الصفات أضيق مما تقدم ، حيث أمروا بذبح بقرة ، ليست بالذلول ، وهي المذللة بالحراثة وسقي الأرض بالسانية ، مسلمة; وهي الصحيحة التي لا عيب فيها . قاله أبو العالية ، وقتادة . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71لا شية فيها أي; ليس فيها لون يخالف لونها بل هي مسلمة من العيوب ومن مخالطة سائر الألوان غير لونها ، فلما حددها بهذه الصفات ، وحصرها بهذه النعوت والأوصاف ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قالوا الآن جئت بالحق ويقال : إنهم لم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم ، كان بارا بأبيه ، فطلبوها منه ، فأبى عليهم ، فأرغبوه في ثمنها ، حتى - أعطوه فيما ذكر السدي - بوزنها ذهبا ، فأبى عليهم حتى أعطوه بوزنها عشر مرات ، فباعها منهم ، فأمرهم نبي الله
موسى بذبحها ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71فذبحوها وما كادوا يفعلون أي; وهم يترددون في أمرها . ثم أمرهم عن الله أن يضربوا ذلك القتيل ببعضها ، قيل : بلحم فخذها . وقيل : بالعظم الذي يلي الغضروف . وقيل : بالبضعة التي بين الكتفين ، فلما ضربوه ببعضها أحياه الله تعالى فقام وهو تشخب أوداجه ، فسأله نبي الله : من قتلك؟ قال قتلني ابن أخي . ثم عاد
[ ص: 168 ] ميتا كما كان ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون أي; كما شاهدتم إحياء هذا القتيل ، عن أمر الله له ، كذلك أمره في سائر الموتى ، إذا شاء إحياءهم أحياهم في ساعة واحدة ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة الآية [ لقمان : 28 ] .
[ ص: 165 ] nindex.php?page=treesubj&link=32012قِصَّةُ بَقَرَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوَذٌ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَءتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ الْبَقَرَةِ : 67 - 73 ] .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَعَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ : كَانَ رَجُلٌ فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ كَثِيرَ الْمَالِ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا وَلَهُ بَنُو أَخٍ ، وَكَانُوا يَتَمَنَّوْنَ مَوْتَهُ; لِيَرِثُوهُ ، فَعَمَدَ أَحَدُهُمْ فَقَتَلَهُ فِي اللَّيْلِ ، وَطَرْحَهُ فِي مَجْمَعِ الطُّرُقِ ، وَيُقَالُ : عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنْهُمْ . فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ اخْتَصَمُوا فِيهِ ، وَجَاءَ ابْنُ أَخِيهِ ، فَجَعَلَ يَصْرُخُ وَيَتَظَلَّمُ ، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ تَخْتَصِمُونَ وَلَا تَأْتُونَ نَبِيَّ اللَّهِ ، فَجَاءَ ابْنُ أَخِيهِ فَشَكَى أَمْرَ عَمِّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
مُوسَى ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ
مُوسَى ، عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ أَمْرِ
[ ص: 166 ] هَذَا الْقَتِيلِ إِلَّا أَعْلَمَنَا بِهِ . فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ عِلْمٌ ، وَسَأَلُوهُ أَنَّ يَسْأَلَ فِي هَذِهِ الْقَضِيَّةِ رَبَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِي ذَلِكَ فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِذَبْحِ بَقَرَةٍ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا يَعْنُونَ; نَحْنُ نَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِ هَذَا الْقَتِيلِ ، وَأَنْتَ تَقُولُ هَذَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=67قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ أَيْ; أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَقُولَ عَنْهُ غَيْرَ مَا أَوْحَى إِلَيَّ . وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَجَابَنِي حِينَ سَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ أَنْ أَسْأَلَهُ فِيهِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَعَبِيدَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ : فَلَوْ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَى أَيِّ بَقَرَةٍ فَذَبَحُوهَا لَحَصَلَ الْمَقْصُودُ مِنْهَا ، وَلَكِنَّهُمْ شَدَّدُوا فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ . وَقَدْ وَرَدَ فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ ، فَسَأَلُوا عَنْ صِفَتِهَا ، ثُمَّ عَنْ لَوْنِهَا ثُمَّ عَنْ سِنِّهَا فَأُجِيبُوا بِمَا عَزَّ وُجُودُهُ عَلَيْهِمْ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ كُلِّهِ فِي " التَّفْسِيرِ " .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُمْ أُمِرُوا بِذَبْحِ بَقَرَةٍ عَوَانٍ; وَهِيَ الْوَسَطُ بَيْنَ النِّصْفِ الْفَارِضِ ، وَهِيَ الْكَبِيرَةُ ، وَالْبِكْرُ ، وَهِيَ الصَّغِيرَةُ . قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ، وَجَمَاعَةٌ . ثُمَّ شَدَّدُوا ، وَضَيَّقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، فَسَأَلُوا عَنْ لَوْنِهَا ، فَأُمِرُوا بِصَفْرَاءَ فَاقِعٍ لَوْنُهَا ، أَيْ مُشْرَبٍ بِحُمْرَةٍ ، تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ، وَهَذَا اللَّوْنُ عَزِيزٌ . ثُمَّ شَدَّدُوا أَيْضًا فَقَالُوا :
[ ص: 167 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ فَفِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ ، الَّذِي رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ :
لَوْلَا أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ اسْتَثْنَوْا لَمَا أُعْطُوا وَفِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ وَهَذِهِ الصِّفَاتُ أَضْيَقُ مِمَّا تَقَدَّمَ ، حَيْثُ أُمِرُوا بِذَبْحِ بَقَرَةٍ ، لَيْسَتْ بِالذَّلُولِ ، وَهِيَ الْمُذَلَّلَةُ بِالْحِرَاثَةِ وَسَقْيِ الْأَرْضِ بِالسَّانِيَةِ ، مُسَلَّمَةٌ; وَهِيَ الصَّحِيحَةُ الَّتِي لَا عَيْبَ فِيهَا . قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَةِ ، وَقَتَادَةُ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71لَا شِيَةَ فِيهَا أَيْ; لَيْسَ فِيهَا لَوْنٌ يُخَالِفُ لَوْنَهَا بَلْ هِيَ مُسَلَّمَةٌ مِنَ الْعُيُوبِ وَمِنْ مُخَالَطَةِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ غَيْرِ لَوْنِهَا ، فَلَمَّا حَدَّدَهَا بِهَذِهِ الصِّفَاتِ ، وَحَصَرَهَا بِهَذِهِ النُّعُوتِ وَالْأَوْصَافِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ وَيُقَالُ : إِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا هَذِهِ الْبَقَرَةَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ إِلَّا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، كَانَ بَارًّا بِأَبِيهِ ، فَطَلَبُوهَا مِنْهُ ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ ، فَأَرْغَبُوهُ فِي ثَمَنِهَا ، حَتَّى - أَعْطَوْهُ فِيمَا ذَكَرَ السُّدِّيُّ - بِوَزْنِهَا ذَهَبًا ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ حَتَّى أَعْطَوْهُ بِوَزْنِهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ ، فَبَاعَهَا مِنْهُمْ ، فَأَمَرَهُمْ نَبِيُّ اللَّهِ
مُوسَى بِذَبْحِهَا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ أَيْ; وَهُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي أَمْرِهَا . ثُمَّ أَمَرَهُمْ عَنِ اللَّهِ أَنْ يَضْرِبُوا ذَلِكَ الْقَتِيلَ بِبَعْضِهَا ، قِيلَ : بِلَحْمِ فَخِذِهَا . وَقِيلَ : بِالْعَظْمِ الَّذِي يَلِي الْغُضْرُوفَ . وَقِيلَ : بِالْبِضْعَةِ الَّتِي بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ ، فَلَمَّا ضَرَبُوهُ بِبَعْضِهَا أَحْيَاهُ اللَّهُ تَعَالَى فَقَامَ وَهُوَ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ ، فَسَأَلَهُ نَبِيُّ اللَّهِ : مَنْ قَتَلَكَ؟ قَالَ قَتَلَنِي ابْنُ أَخِي . ثُمَّ عَادَ
[ ص: 168 ] مَيِّتًا كَمَا كَانَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ أَيْ; كَمَا شَاهَدْتُمْ إِحْيَاءَ هَذَا الْقَتِيلِ ، عَنْ أَمْرِ اللَّهِ لَهُ ، كَذَلِكَ أَمْرُهُ فِي سَائِرِ الْمَوْتَى ، إِذَا شَاءَ إِحْيَاءَهُمْ أَحْيَاهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ الْآيَةَ [ لُقْمَانَ : 28 ] .