الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن شاهين

                                                                                      الشيخ الصدوق ، الحافظ العالم ، شيخ العراق ، وصاحب التفسير الكبير أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي الواعظ .

                                                                                      مولده بخط أبيه في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين .

                                                                                      وقال هو : أول ما كتبت الحديث بيدي في سنة ثمان وثلاثمائة .

                                                                                      سمع أبا بكر محمد بن محمد الباغندي ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا خبيب العباس بن البرتي ، وأبا بكر بن أبي داود ، وشعيب بن محمد الذارع ، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي ، ويحيى بن صاعد ، وأبا حامد [ ص: 432 ] الحضرمي ، وأبا بكر بن زياد ، ومحمد بن هارون بن المجدر ، والحسين بن أحمد بن بسطام ، ونصر بن القاسم الفرائضي ، ومحمد بن صالح بن زغيل ، ومحمد بن زهير الأبلي .

                                                                                      وارتحل بعد الثلاثين ، فسمع بدمشق من أحمد بن سليمان بن زبان ، وأبي إسحاق بن أبي ثابت ، وأبي علي بن أبي حذيفة .

                                                                                      وجمع وصنف الكثير ، وتفسيره في نيف وعشرين مجلدا كله بأسانيد .

                                                                                      حدث عنه : أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق رفيقه ، وأبو سعد الماليني ، وأبو بكر البرقاني ، وأحمد بن محمد العتيقي ، وابنه عبيد الله بن عمر ، وأبو محمد الجوهري ، والحسن بن محمد الخلال ، وأبو طالب العشاري ، وأبو الحسين بن المهتدي بالله ، وأبو القاسم التنوخي ، وخلق كثير .

                                                                                      قال أبو الفتح بن أبي الفوارس : ثقة مأمون ، صنف ما لم يصنفه أحد .

                                                                                      وقال أبو بكر الخطيب : كان ثقة أمينا ، يسكن بالجانب الشرقي .

                                                                                      وقال الأمير أبو نصر : هو الثقة الأمين ، سمع بالشام ، والعراق ، وفارس ، والبصرة ، وجمع الأبواب والتراجم ، وصنف كثيرا .

                                                                                      الخطيب : أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي ، أن ابن شاهين قال لهم : أول ما كتبت سنة ثمان وثلاثمائة ، وصنف ثلاثمائة مصنف ، أحدها " التفسير " ألف جزء ، و " المسند " ألف وثلاثمائة جزء ، و " التاريخ " مائة وخمسون جزءا ، و " الزهد " مائة جزء ، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين [ ص: 433 ] وثلاثين وثلاثمائة .

                                                                                      قال الخطيب : سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداوودي ، سمعت أبا حفص بن شاهين ، يقول : حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت ، فكان سبعمائة درهم : قال الداوودي : وكنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم ، قال : وكتب أبو حفص بعد ذلك زمانا .

                                                                                      قال حمزة السهمي : سمعت الدارقطني يقول : ابن شاهين يلح على الخطأ وهو ثقة .

                                                                                      وقال أبو الوليد الباجي : هو ثقة .

                                                                                      وقال أبو القاسم الأزهري : كان ثقة ، عنده عن البغوي سبعمائة جزء .

                                                                                      قال الخطيب : وسمعت محمد بن عمر الداوودي ، يقول : ابن شاهين ثقة يشبه الشيوخ إلا أنه كان لحانا ، وكان أيضا لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا ، وإذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره ، يقول : أنا محمدي المذهب ، قال لي أبو الحسن الدارقطني يوما : ما أعمى قلب أبي حفص بن شاهين حمل إلي كتابه الذي صنفه في التفسير ، وسألني أن أصلح ما فيه من الخطأ ، فلقيته قد نقل تفسير أبي الجارود ، وفرقه في الكتاب ، وجعله عن أبي الجارود ، عن زياد بن المنذر ، وإنما هو اسم أبي الجارود ، ثم قال الداوودي : وسمعت ابن شاهين يقول : أنا أكتب ولا أعارض ، وكذا حكى عنه البرقاني ، يعني : ثقة بنفسه فيما ينقل ، قال البرقاني : فلذلك لم أستكثر منه زهدا فيه .

                                                                                      [ ص: 434 ] قلت : وتفسيره موجود بمدينة واسط اليوم .

                                                                                      وقال الداوودي : رأيت ابن شاهين ، اجتمع مع الدارقطني يوما ، فما نطق حرفا .

                                                                                      قلت : ما كان الرجل بالبارع في غوامض الصنعة ، ولكنه راوية الإسلام ، رحمه الله .

                                                                                      قال العتيقي : مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة .

                                                                                      قلت : عاش تسعا وثمانين سنة ، وعاش بعد الدارقطني أياما يسيرة ، ومات قبلهما في العام الزاهد القدوة المحدث ، أبو الفتح ، يوسف بن عمر القواس .

                                                                                      وفيها مات وزير العجم الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني ، ومحدث مصر ، أبو بكر ، أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، وشاعر وقته ، أبو الحسن ، محمد بن عبد الله بن سكرة العباسي البغدادي ، والقاضي علي بن الحسين الأذني صاحب ابن فيل .

                                                                                      أنبأنا المسلم بن محمد الكاتب ، أخبرنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا محمد بن علي العباسي لفظا ، حدثنا عمر بن أحمد الحافظ ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدثنا عبد الله بن عمران العابدي ، حدثنا الدراوردي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله هذا حسن غريب .

                                                                                      [ ص: 435 ] أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، وإسماعيل بن الفراء ، قالا : أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه ، أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب ، أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري ، أخبرنا محمد بن علي العشاري ، أخبرنا عمر بن شاهين ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا عمر بن ثابت ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : " إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى هذه المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية