nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29013_28817_32027_28861قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
استئناف ابتدائي بمناسبة ذكر ما أعد للمشركين من عذاب وما أعد للمؤمنين من خير ، وضمير جماعة المخاطبين مراد به المشركون لا محالة وليس في الكلام السابق ما يتوهم منه أن يكون : قل لا أسألكم . جوابا عنه ، فتعين أن جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا كلام مستأنف استئنافا ابتدائيا .
ويظهر مما رواه
الواحدي في أسباب النزول عن
قتادة : أن المشركين اجتمعوا في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض : أترون
محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا . فنزلت هذه الآية ( يعنون : إن كان ذلك جمعنا له مالا كما قالوه له غير مرة ) أنها لا اتصال لها بما قبلها وأنها لما عرض سبب نزولها نزلت في أثناء نزول الآيات التي قبلها والتي بعدها فتكون جملة ابتدائية . وكان موقعها هنا لمناسبة ما سبق من ذكر حجاج المشركين وعنادهم فإن مناسبتها لما معها من الآيات موجودة إذ هي من جملة ما واجه به القرآن محاجة المشركين ، ونفى به أوهامهم ، واستفتح بصائرهم إلى النظر في علامات صدق الرسول ; فهي جملة ابتدائية وقعت معترضة بين جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22والذين آمنوا وعملوا الصالحات وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ومن يقترف حسنة .
[ ص: 82 ] وابتدئت بـ ( قل ) إما لأنها جواب عن كلام صدر منهم ، وإما لأنها مما يهتم بإبلاغه إليهم كما أن نظائرها افتتحت بمثل ذلك ؛ مثل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قل ما سألتكم من أجر فهو لكم وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=86قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90قل لا أسألكم عليه أجرا nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=72إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين وضمير ( عليه ) عائد إلى القرآن المفهوم من المقام .
والأجر : الجزاء الذي يعطاه أحد على عمل يعمله ، وتقدم عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=22إن الله عنده أجر عظيم في سورة " براءة " .
والمودة : المحبة والمعاملة الحسنة المشبهة معاملة المتحابين ، وتقدمت عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25مودة بينكم في الحياة الدنيا في سورة العنكبوت . والكلام على تقدير مضاف ؛ أي معاملة المودة ، أي المجاملة ؛ بقرينة أن المحبة لا تسأل لأنها انبعاث وانفعال نفساني .
و ( في ) للظرفية المجازية لأن مجرورها وهو ( القربى ) لا يصلح لأن يكون مظروفا فيه .
ومعنى الظرفية المجازية هنا : التعليل ، وهو معنى كثير العروض لحرف ( في ) كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله .
والقربى : اسم مصدر كالرجعى والبشرى ، وهي قرابة النسب ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=26وآت ذا القربى حقه ، وقال
زهير :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
. . . . البيت
وتقدم عند قوله تعالى : ( ولذي القربى ) في سورة الأنفال .
ومعنى الآية على ما يقتضيه نظمها : لا أسألكم على القرآن جزاء إلا أن تودوني ، أي أن تعاملوني معاملة الود ، أي غير معاملة العداوة ، لأجل القرابة التي بيننا في النسب القرشي .
[ ص: 83 ] وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وجامع
الترمذي سئل
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن هذه الآية بحضرة
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير فابتدر
سعيد فقال : قربى آل
محمد ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عجلت ؛ لم يكن بطن من
قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة .
وذكر
القرطبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي أنه قال : أكثر الناس علينا في هذه الآية فكتبنا إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نسأله عنها فكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوسط الناس في
قريش فليس بطن من بطونهم إلا وقد ولده فقال الله له
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى إلا أن تودوني في قرابتي منكم ، أي تراعوا ما بيني وبينكم فتصدقوني ، فالقربى هاهنا قرابة الرحم كأنه قال : اتبعوني للقرابة إن لم تتبعوني للنبوة . انتهى كلام
القرطبي .
وما فسر به بعض المفسرين أن المعنى : إلا أن تودوا أقاربي تلفيق معنى عن فهم غير منظور فيه إلى الأسلوب العربي ، ولا تصح فيه رواية عمن يعتد بفهمه .
أما كون
nindex.php?page=treesubj&link=28817محبة آل النبيء صلى الله عليه وسلم لأجل محبة ما له اتصال به خلقا من أخلاق المسلمين فحاصل من أدلة أخرى ، وتحديد حدودها مفصل في الشفاء لعياض .
والاستثناء منقطع لأن المودة لأجل القرابة ليست من الجزاء على تبليغ الدعوة بالقرآن ولكنها مما تقتضيه المروءة فليس استثناؤها من عموم الأجر المنفي استثناء حقيقيا . والمعنى : لا أسألكم على التبليغ أجرا وأسألكم المودة لأجل القربى .
وإنما سألهم المودة لأن معاملتهم إياه معاملة المودة معينة على نشر دعوة الإسلام ، إذ تلين بتلك المعاملة شكيمتهم فيتركون مقاومته فيتمكن من تبليغ دعوة الإسلام على وجه أكمل . فصارت هذه المودة غرضا دينيا لا نفع فيه لنفس النبيء صلى الله عليه وسلم .
وفي بعض الأخبار الموضوعة في أسباب النزول أن سبب نزول هذه الآية : أن النبيء صلى الله عليه وسلم لما قدم
المدينة كانت تنوبه نوائب لا يسعها ما في يديه . فقالت
الأنصار : إن هذا الرجل هداكم الله به فنجمع له مالا ، ففعلوا ثم أتوه به ، فنزلت .
[ ص: 84 ] وفي رواية : أن
الأنصار قالوا له يوما : أنفسنا وأموالنا لك ، فنزلت . وقيل نزل
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذلك الذي يبشر الله عباده إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24إنه عليم بذات الصدور . ولأجل ذلك قال فريق : إن هذه الآيات مدنية كما تقدم في أول السورة وهي أخبار واهية .
وتضمنت الآية أن النبيء صلى الله عليه وسلم منزه عن أن يتطلب من الناس جزاء على تبليغ الهدى إليهم فإن النبوءة أعظم مرتبة في تعليم الحق . وهي فوق مرتبة الحكمة ، والحكماء تنزهوا عن
nindex.php?page=treesubj&link=27964أخذ الأجر على تعليم الحكمة ، فإن الحكمة خير كثير والخير الكثير لا تقابله أعراض الدنيا ، ولذلك أمر الله رسله بالتنزه عن طلب جزاء على التبليغ ، فقال حكاية عن نوح
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=109وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . وكذلك حكى عن هود وصالح ولوط وشعيب .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29013_28817_32027_28861قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ بِمُنَاسَبَةِ ذِكْرِ مَا أُعِدَّ لِلْمُشْرِكِينَ مِنْ عَذَابٍ وَمَا أُعِدَّ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ خَيْرٍ ، وَضَمِيرُ جَمَاعَةِ الْمُخَاطَبِينَ مُرَادٌ بِهِ الْمُشْرِكُونَ لَا مَحَالَةَ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ السَّابِقِ مَا يُتَوَهَّمُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ : قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ . جَوَابًا عَنْهُ ، فَتَعَيَّنَ أَنَّ جُمْلَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ اسْتِئْنَافًا ابْتِدَائِيًّا .
وَيَظْهَرُ مِمَّا رَوَاهُ
الْوَاحِدِيٌّ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ عَنْ
قَتَادَةَ : أَنَّ الْمُشْرِكِينَ اجْتَمَعُوا فِي مَجْمَعٍ لَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَتَرَوْنَ
مُحَمَّدًا يَسْأَلُ عَلَى مَا يَتَعَاطَاهُ أَجْرًا . فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( يَعْنُونَ : إِنْ كَانَ ذَلِكَ جَمَعْنَا لَهُ مَالًا كَمَا قَالُوهُ لَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ ) أَنَّهَا لَا اتِّصَالَ لَهَا بِمَا قَبْلَهَا وَأَنَّهَا لَمَّا عَرَضَ سَبَبُ نُزُولِهَا نَزَلَتْ فِي أَثْنَاءِ نُزُولِ الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَهَا وَالَّتِي بَعْدَهَا فَتَكُونُ جُمْلَةً ابْتِدَائِيَّةً . وَكَانَ مَوْقِعُهَا هُنَا لِمُنَاسَبَةِ مَا سَبَقَ مِنْ ذِكْرِ حِجَاجِ الْمُشْرِكِينَ وَعِنَادِهِمْ فَإِنَّ مُنَاسَبَتَهَا لِمَا مَعَهَا مِنَ الْآيَاتِ مَوْجُودَةٌ إِذْ هِيَ مِنْ جُمْلَةِ مَا وَاجَهَ بِهِ الْقُرْآنُ مُحَاجَّةَ الْمُشْرِكِينَ ، وَنَفَى بِهِ أَوْهَامَهُمْ ، وَاسْتَفْتَحَ بَصَائِرَهُمْ إِلَى النَّظَرِ فِي عَلَامَاتِ صِدْقِ الرَّسُولِ ; فَهِيَ جُمْلَةٌ ابْتِدَائِيَّةٌ وَقَعَتْ مُعْتَرِضَةً بَيْنَ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً .
[ ص: 82 ] وَابْتُدِئَتْ بِـ ( قُلْ ) إِمَّا لِأَنَّهَا جَوَابٌ عَنْ كَلَامٍ صَدَرَ مِنْهُمْ ، وَإِمَّا لِأَنَّهَا مِمَّا يَهْتَمُّ بِإِبْلَاغِهِ إِلَيْهِمْ كَمَا أَنَّ نَظَائِرَهَا افْتُتِحَتْ بِمِثْلِ ذَلِكَ ؛ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=86قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=72إِنَّ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَضَمِيرُ ( عَلَيْهِ ) عَائِدٌ إِلَى الْقُرْآنِ الْمَفْهُومِ مِنَ الْمَقَامِ .
وَالْأَجْرُ : الْجَزَاءُ الَّذِي يُعْطَاهُ أَحَدٌ عَلَى عَمَلٍ يَعْمَلُهُ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=22إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فِي سُورَةِ " بَرَاءَةٌ " .
وَالْمَوَدَّةُ : الْمَحَبَّةُ وَالْمُعَامَلَةُ الْحَسَنَةُ الْمُشْبِهَةُ مُعَامَلَةَ الْمُتَحَابِّينَ ، وَتَقَدَّمَتْ عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ . وَالْكَلَامُ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ ؛ أَيْ مُعَامَلَةَ الْمَوَدَّةِ ، أَيِ الْمُجَامَلَةِ ؛ بِقَرِينَةِ أَنَّ الْمَحَبَّةَ لَا تُسْأَلُ لِأَنَّهَا انْبِعَاثٌ وَانْفِعَالٌ نَفْسَانِيٌّ .
وَ ( فِي ) لِلظَّرْفِيَّةِ الْمَجَازِيَّةِ لِأَنَّ مَجْرُورَهَا وَهُوَ ( الْقُرْبَى ) لَا يَصْلُحُ لِأَنْ يَكُونَ مَظْرُوفًا فِيهِ .
وَمَعْنَى الظَّرْفِيَّةِ الْمَجَازِيَّةِ هُنَا : التَّعْلِيلُ ، وَهُوَ مَعْنًى كَثِيرُ الْعُرُوضِ لِحَرْفِ ( فِي ) كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ .
وَالْقُرْبَى : اسْمُ مَصْدَرٍ كَالرُّجْعَى وَالْبُشْرَى ، وَهِيَ قَرَابَةُ النَّسَبِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=26وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ، وَقَالَ
زُهَيْرٌ :
وَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبَى أَشَدُّ مُضَاضَةً
. . . . الْبَيْتَ
وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَلِذِي الْقُرْبَى ) فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ .
وَمَعْنَى الْآيَةِ عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ نَظْمُهَا : لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى الْقُرْآنِ جَزَاءً إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي ، أَيْ أَنْ تُعَامِلُونِي مُعَامَلَةَ الْوُدِّ ، أَيْ غَيْرَ مُعَامَلَةِ الْعَدَاوَةِ ، لِأَجْلِ الْقَرَابَةِ الَّتِي بَيْنَنَا فِي النَّسَبِ الْقُرَشِيِّ .
[ ص: 83 ] وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَجَامِعِ
التِّرْمِذِيِّ سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ بِحَضْرَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَابْتَدَرَ
سَعِيدٌ فَقَالَ : قُرْبَى آلِ
مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ عَجِلْتَ ؛ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ
قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ ، فَقَالَ : إِلَّا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ .
وَذَكَرَ
الْقُرْطُبِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَكَتَبْنَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَسْأَلُهُ عَنْهَا فَكَتَبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوْسَطَ النَّاسِ فِي
قُرَيْشٍ فَلَيْسَ بَطْنٌ مِنْ بُطُونِهِمْ إِلَّا وَقَدْ وَلَدَهُ فَقَالَ اللَّهُ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي فِي قَرَابَتِي مِنْكُمْ ، أَيْ تُرَاعُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَتَصُدِّقُونِي ، فَالْقُرْبَى هَاهُنَا قَرَابَةُ الرَّحِمِ كَأَنَّهُ قَالَ : اتَّبَعُونِي لِلْقَرَابَةِ إِنْ لَمْ تَتَّبِعُونِي لِلنُّبُوَّةِ . انْتَهَى كَلَامُ
الْقُرْطُبِيِّ .
وَمَا فَسَّرَ بِهِ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمَعْنَى : إِلَّا أَنْ تَوَدُّوا أَقَارِبِي تَلْفِيقُ مَعْنًى عَنْ فَهْمٍ غَيْرِ مَنْظُورٍ فِيهِ إِلَى الْأُسْلُوبِ الْعَرَبِيِّ ، وَلَا تَصِحُّ فِيهِ رِوَايَةٌ عَمَّنْ يُعْتَدُّ بِفَهْمِهِ .
أَمَّا كَوْنُ
nindex.php?page=treesubj&link=28817مَحَبَّةِ آلِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَجْلِ مَحَبَّةِ مَا لَهُ اتِّصَالٌ بِهِ خُلُقًا مِنْ أَخْلَاقِ الْمُسْلِمِينَ فَحَاصِلٌ مِنْ أَدِلَّةٍ أُخْرَى ، وَتَحْدِيدُ حُدُودِهَا مُفَصَّلٌ فِي الشِّفَاءِ لِعِيَاضٍ .
وَالِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ لِأَنَّ الْمَوَدَّةَ لِأَجْلِ الْقَرَابَةِ لَيْسَتْ مِنَ الْجَزَاءِ عَلَى تَبْلِيغِ الدَّعْوَةِ بِالْقُرْآنِ وَلَكِنَّهَا مِمَّا تَقْتَضِيهِ الْمُرُوءَةُ فَلَيْسَ اسْتِثْنَاؤُهَا مِنْ عُمُومِ الْأَجْرِ الْمَنْفِيِّ اسْتِثْنَاءً حَقِيقِيًّا . وَالْمَعْنَى : لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى التَّبْلِيغِ أَجْرًا وَأَسْأَلُكُمُ الْمَوَدَّةَ لِأَجْلِ الْقُرْبَى .
وَإِنَّمَا سَأَلَهُمُ الْمَوَدَّةَ لِأَنَّ مُعَامَلَتَهُمْ إِيَّاهُ مُعَامَلَةَ الْمَوَدَّةِ مُعِينَةٌ عَلَى نَشْرِ دَعْوَةِ الْإِسْلَامِ ، إِذْ تَلِينُ بِتِلْكَ الْمُعَامَلَةِ شَكِيمَتُهُمْ فَيَتْرُكُونَ مُقَاوَمَتَهُ فَيَتَمَكَّنُ مِنْ تَبْلِيغِ دَعْوَةِ الْإِسْلَامِ عَلَى وَجْهٍ أَكْمَلَ . فَصَارَتْ هَذِهِ الْمَوَدَّةُ غَرَضًا دِينِيًّا لَا نَفْعَ فِيهِ لِنَفْسِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَفِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ الْمَوْضُوعَةِ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ : أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَا قَدِمَ
الْمَدِينَةَ كَانَتْ تَنُوبُهُ نَوَائِبُ لَا يَسَعُهَا مَا فِي يَدَيْهِ . فَقَالَتِ
الْأَنْصَارُ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ هَدَاكُمُ اللَّهُ بِهِ فَنَجْمَعُ لَهُ مَالًا ، فَفَعَلُوا ثُمَّ أَتَوْهُ بِهِ ، فَنَزَلَتْ .
[ ص: 84 ] وَفِي رِوَايَةٍ : أَنَّ
الْأَنْصَارَ قَالُوا لَهُ يَوْمًا : أَنْفُسُنَا وَأَمْوَالُنَا لَكَ ، فَنَزَلَتْ . وَقِيلَ نَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . وَلِأَجْلِ ذَلِكَ قَالَ فَرِيقٌ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ مَدَنِيَّةٌ كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ وَهِيَ أَخْبَارٌ وَاهِيَةٌ .
وَتَضَمَّنَتِ الْآيَةُ أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَزَّهٌ عَنْ أَنْ يَتَطَلَّبَ مِنَ النَّاسِ جَزَاءً عَلَى تَبْلِيغِ الْهُدَى إِلَيْهِمْ فَإِنَّ النُّبُوءَةَ أَعْظَمُ مَرْتَبَةٍ فِي تَعْلِيمِ الْحَقِّ . وَهِيَ فَوْقَ مَرْتَبَةِ الْحِكْمَةِ ، وَالْحُكَمَاءُ تَنَزَّهُوا عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=27964أَخْذِ الْأَجْرِ عَلَى تَعْلِيمِ الْحِكْمَةِ ، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ كَثِيرٌ وَالْخَيْرُ الْكَثِيرُ لَا تُقَابِلُهُ أَعْرَاضُ الدُّنْيَا ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ اللَّهُ رُسُلَهُ بِالتَّنَزُّهِ عَنْ طَلَبِ جَزَاءٍ عَلَى التَّبْلِيغِ ، فَقَالَ حِكَايَةً عَنْ نُوحٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=109وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَكَذَلِكَ حَكَى عَنْ هُودٍ وَصَالِحٍ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ .