الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 152 ] سفيان بن وكيع ( ت ، ق )

                                                                                      ابن الجراح بن مليح ، الحافظ ابن الحافظ ، محدث الكوفة أبو محمد ، الرؤاسي الكوفي . كان من أوعية العلم على لين لحقه .

                                                                                      يروي عن : أبيه ، وعن جرير بن عبد الحميد ، وعبد السلام بن حرب ، وأبي خالد الأحمر ، وحفص بن غياث ، وطبقتهم ، فأكثر .

                                                                                      وعنه : الترمذي ، وابن ماجه ، ومحمد بن جرير ، وأبو عروبة ، ويحيى بن صاعد ، وأبو علي أحمد بن محمد الباشاني ، وخلق .

                                                                                      قال البخاري : يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها .

                                                                                      وقال أبو زرعة الرازي : لا يشتغل به ، كان يتهم .

                                                                                      وقال ابن أبي حاتم : أشار عليه أبي أن يغير وراقه ، فإنه أفسد حديثه . وقال له : لا تحدث إلا من أصولك ، فقال : سأفعل ، ثم تمادى ، وحدث بأحاديث أدخلت عليه .

                                                                                      وقال أبو حاتم بن حبان : كان سفيان بن وكيع شيخا فاضلا صدوقا ، إلا أنه ابتلي بوراق سوء ، كان يدخل عليه الحديث ، وكان يثق به ، [ ص: 153 ] فيجيب فيما يقرأ عليه . وقيل له بعد ذلك في أشياء منها ، فلم يرجع ، فمن أجل إصراره استحق الترك . وكان ابن خزيمة يروي عنه ، وسمعته يقول : حدثنا بعض من أمسكنا عن ذكره ، وهو من الضرب الذي إن لو خر من السماء فتخطفه الطير ، أحب إليه من أن يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن أفسدوه ، وما كان ابن خزيمة يحدث عنه إلا بالحرف بعد الحرف .

                                                                                      قلت : توفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين ومائتين .

                                                                                      ومات فيها إبراهيم بن سعيد الجوهري ، وأبو عثمان المازني النحوي ، والمتوكل . قيل : وسلمة بن شبيب ، والفتح بن خاقان الوزير .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية