الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سليمان بن بلال ( ع )

                                                                                      الإمام المفتي الحافظ أبو محمد القرشي التيمي ، مولاهم المدني ، وقيل : كنيته أبو أيوب ، مولى عبد الله بن أبي عتيق ، محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق . ويقال : مولى القاسم بن محمد .

                                                                                      مولده في حدود سنة مائة . [ ص: 426 ]

                                                                                      وحدث عن : عبد الله بن دينار ، وزيد بن أسلم ، وربيعة الرأي ، وسهيل بن أبي صالح ، وأبي طوالة ، وهشام بن عروة ، وثور بن زيد ، وأبي حازم الأعرج ، والعلاء بن عبد الرحمن ، ويحيى بن سعيد ، وأخيه سعد بن سعيد ، وعمارة بن غزية ، ومعاوية بن أبي مزرد ، وخثيم بن عراك ، وشريك بن أبى نمر ، وعبيد الله بن عمر ، ويونس بن يزيد ، وأبي وجزة السعدي ، وعمرو بن أبي عمرو ، ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق ، وخلق سواهم ، وكان من أوعية العلم .

                                                                                      روى عنه ابنه أيوب شيئا يسيرا ، وروى عن رجل عنه نسخة .

                                                                                      روى عنه : أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس ، وخالد بن مخلد ، وأبو وهب ، وسعيد بن عفير ، وأبو عامر العقدي ، ومروان بن محمد الطاطري ، وموسى بن داود ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، ويحيى بن حسان ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ويحيى بن يحيى ، وسعيد بن أبي مريم ، والقعنبي ، وعبد الله بن المبارك مع تقدمه ، ومحمد بن خالد بن عثمة ، ولوين ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، وإسحاق الفروي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وخلق غيرهم . وثقه أحمد ، وابن معين ، والنسائي .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : لا بأس به ، ثقة . و قال يحيى بن معين : هو أحب إلي من الدراوردي . وقال محمد بن سعد : كان بربريا جميلا ، حسن الهيئة ، عاقلا ، وكان يفتي بالمدينة ، وولي خراجها وكان ثقة ، كثير الحديث .

                                                                                      قال محمد بن يحيى الذهلي : ابن أبي عتيق يقال له : محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، لم يرو عنه فيما علمت غير سليمان بن بلال . قال لي أيوب بن سليمان : ما علمت أحدا روى عنه بالمدينة غير أبي . [ ص: 427 ]

                                                                                      قال الذهلي : لولا أن سليمان قام بحديثه ، لذهب حديثه ، ولا أعلمه كتب عن سليمان حديث ابن أبي عتيق هذا ، سوى عبد الحميد بن أبي أويس الأعشى ، وما ظننت أن عند سليمان بن بلال من الحديث ما عنده ، حتى نظرت في كتاب ابن أبي أويس ، فإذا هو قد تبحر حديث المدنيين ، وإذا هو قد روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري قطيعا من حديث الزهري ، وعن يونس الأيلي .

                                                                                      وقال أبو زرعة الرازي : سليمان بن بلال أحب إلي من هشام بن سعد .

                                                                                      وقال أبو حاتم : سليمان متقارب . قال ابن سعد : توفي بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومائة .

                                                                                      وروى البخاري عن هارون بن محمد أنه توفي سنة سبع وسبعين والأول أصح ، ولو تأخر للقيه قتيبة وطائفة .

                                                                                      أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن غالية ، قالا : أنبأنا موسى بن عبد القادر ، أنبأنا سعيد بن أحمد ، أنبأنا علي بن البسري ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال : ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا بنصف الليل ، أو الثلث الآخر ، فيقول : من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ ومن ذا الذي يسألني فأعطيه؟ ومن ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ حتى يطلع الفجر ، أو ينصرف القارئ من صلاة الصبح .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية