تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 311 هو أفضل التفاسير، وأوسعها، وأطولها باعًا في العلوم المتعلقة بالقرآن؛ لاهتمامه بما يتعلق بالقراءات القرآنية، وبوجوه اللغة، إضافة إلى أنه يروي الروايات في التفسير بأسانيده عن السلف -رحمهم الله تعالى-.
من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
أحد كتب الفقه الحنفي مع ذكر المذاهب الأخرى، ألفه الإمام علاء الدين الكاساني المتوفى سنة 587هـ، وهو شرح على كتاب شيخه ووالد زوجته علاء الدين السمرقندي الحنفي المتوفى سنة 539 هـ المسمى (تحفة الفقهاء)، الذي هو شرح على مختصر القدوري المتوفى سنة 428 هـ، وهو كتاب سهل العبارة.
من أهم كتب السيرة النبوية ومصادرها الرئيسة، وهو كتاب ألفه أبو محمد عبد الملك بن هشام المتوفى سنة 218هـ، مهذبًا كتاب العلامة محمد بن إسحاق المتوفى سنة 151 هـ. وقد شرحها الإمام عبد الرحمن السهيلي في كتابه: الروض الأنف.
من أشهر شروح صحيح الإمام مسلم، واسمه: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ، وهو شرح متوسط، جمع فيه مؤلفه بين أحكام الفقه ومعاني الحديث النبوي.
بيعة الرضوان [ مبايعة الرسول الناس على الحرب وتخلف الجد ] قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال حين بلغه أن عثمان قد قتل : لا نبرح حتى نناجز القوم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت ، وكان جابر بن عبد الله يقول : إن رسول الله صلى الله...
قوله صلى الله عليه وسلم : واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا يعني : أن ما أصاب العبد من المصائب المؤلمة المكتوبة عليه إذا صبر عليها ، كان له في الصبر خير كثير . وفي رواية عمر مولى غفرة وغيره عن ابن عباس زيادة أخرى قبل هذا الكلام ، وهي " فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا في اليقين ، فافعل ، وإن لم تستطع ، فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا " . وفي رواية أخرى من رواية علي بن عبد الله...
وأما الخطرات : فشأنها أصعب ، فإنها مبدأ الخير والشر ، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم ، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب ، ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات ، ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة . كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب [ سورة النور : 39...
صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ الزَّاهِدُ ، الْعَابِدُ ، الْقُدْوَةُ أَبُو الصَّهْبَاءِ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ ، زَوْجُ الْعَالِمَةِ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ . مَا عَلِمْتُهُ رَوَى سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : أَهْلُهُ مُعَاذَةُ ، وَالْحَسَنُ ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي " الزُّهْدِ " : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : صِلَةُ ، يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ كَذَا وَكَذَا . هَذَا حَدِيثٌ مُعْضِلٌ . جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ : عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ ، عَنْ مُعَاذَةَ ، قَالَتْ : كَانَ أَبُو الصَّهْبَاءِ يُصَلِّي حَتَّى مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ فِرَاشَهُ ... المزيد
الْمُوَفَّقُ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْفَقِيهُ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ الطَّبِيبُ ذُو الْفُنُونِ مُوَفَّقُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّطِيفِ ابْنُ الْفَقِيهِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي سَعْدٍ الْمَوْصِلِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ نَزِيلُ حَلَبَ ، وَيُعَرَفُ قَدِيمًا بِابْنِ اللَّبَّادِ . وُلِدَ بِبَغْدَادَ فِي أَحَدِ الرَّبِيعَيْنِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَسَمَّعَهُ أَبُوهُ مِنْ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ الْبَطِّيِّ ، وَأَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَطْلَيُوسِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ ثَابِتٍ ، وَشُهْدَةَ الْكَاتِبَةِ ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ عَبْدِ الْحَقِّ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ النَّقُورِ ، وَجَمَاعَةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ الزَّكِيَّانِ : الْبِرْزَالِيُّ وَالْمُنْذِرِيُّ ، وَالشِّهَا ... المزيد
الْحَسَنُ ابْنُ الزَّبِيدِيِّ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْفَقِيهُ الْعَابِدُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ابْنُ الزَّبِيدِيِّ الْبَغْدَادِيُّ الْحَنَفِيُّ ، أَخُو سِرَاجِ الدِّينِ . وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ أَوْ قَبْلَهَا . وَسَمِعَ " الصَّحِيحَ " مِنْ أَبِي الْوَقْتِ ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ الْمَقْدِسِيِّ ، وَأَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ الْخَرَّازِ ، وَمَعْمَرِ بْنِ الْفَاخِرِ ، وَأَبِي الْفُتُوحِ الطَّائِيِّ وَعِدَّةٍ . وَحَدَّثَ بِمَكَّةَ فِي آَخِرِ عُمْرِهِ ، وَكَانَ أَوَّلًا حَنْبَلِيًّا ، ثُمَّ تَحَوَّلَ شَافِعِيًّا ، ثُمَّ حَنَفِيًّا ، وَكَانَ مِنْ جُلَّةِ الْفُقَهَاءِ ذَا دِينٍ وَوَرَعٍ وَبَصْرٍ بِالْعَرَبِيَّةِ . حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ ، وَالسَّيْفُ ابْنُ الْمَجْدِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ خَطِيبُ ... المزيد
صَاحِبُ الْمَغْرِبِ السُّلْطَانُ الْمَلِكُ الْمَأْمُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - كَمَا زَعَمَ - أَبُو الْعُلَى إِدْرِيسُ بْنُ السُّلْطَانِ الْمَنْصُورِ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَيْسِيُّ . كَانَ بَطَلًا شُجَاعًا ، مَهِيبًا ، دَاهِيَةً ، فَقِيهًا ، عَلَّامَةً ، أُصُولِيًّا ، نَاظِمًا نَاثِرًا ، وَافِرَ الْجَلَالَةِ . كَانَ بِالْأَنْدَلُسِ مَعَ أَخِيهِ الْعَادِلِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَلَمَّا ثَارَتِ الْفِرِنْجُ عَلَيْهِ تَرَكَ الْأَنْدَلُسَ الْعَادِلُ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى إِشْبِيلِيَّةَ إِدْرِيسَ هَذَا ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ طَوِيلَةٌ ، ثُمَّ خُطِبَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بِالْأَنْدَلُسِ ، ثُمَّ عَدَّى وَغَلَبَ عَلَى مُرَّاكِشَ وَانْتَزَعَ الْمُلْكَ مِنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ عَمِّهِ ، وَالْتَقَوْا غَيْرَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ ضَعُفَ أَمْرُ يَحْيَى ... المزيد
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ الْأَمِيرُ مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ ، وَلِيَ سِجِسْتَانَ . مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ . وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا شُجَاعًا ، كَبِيرَ الْقَدْرِ . رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، وَعَلِيٍّ ، وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَغَيْرُهُمَا . وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ " سِجِسْتَانَ " سَنَةَ خَمْسِينَ ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِينَ ثُمَّ وَلِيَهَا الْحَجَّاجُ . وَقِيلَ : كَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِ مِائَةٍ وَسِتِّينَ دَارًا مِنْ جِيرَانِ دَارِهِ ، وَيُعْتِقُ فِي كُلِّ عِيدٍ مِائَةَ مَمْلُوكٍ . وَقِيلَ : إِنَّ الْمُهَلَّبَ طَلَبَ مِنْهُ لَبَنَ بَقَرٍ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِسَبْعِ مِائَةِ بَقَرَةٍ وَرُعَاتِهَا . وَوَصَلَ ابْنَ مُفْرِغٍ الشَّاعِرَ بِخَمْسِينَ أَلْفًا ، وَلَهُ ... المزيد
أَبُو الْخَطَّابِ الشَّيْخُ الْإِمَامُ ، الْعَلَّامَةُ الْوَرِعُ ، شَيْخُ الْحَنَابِلَةِ أَبُو الْخَطَّابِ مَحْفُوظُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ الْعِرَاقِيُّ ، الْكَلْوَاذَانِيُّ ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ ، الْأَزَجِيُّ ، تِلْمِيذُ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى بْنِ الْفَرَّاءِ . مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ . وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيَّ ، وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيَّ ، وَأَبَا طَالِبٍ الْعُشَارِيَّ ، وَجَمَاعَةً ، وَرَوَى كِتَابَ " الْجَلِيسِ وَالْأَنِيسِ " عَنِ الْجَازِرِيِّ عَنْ مُؤَلِّفِهِ الْمُعَافَى . رَوَى عَنْهُ : ابْنُ نَاصِرٍ ، وَالسِّلَفِيُّ ، وَأَبُو الْمُعَمَّرِ الْأَنْصَارِيُّ ، وَالْمُبَارَكُ بْنُ خُضَيْرٍ ، وَأَبُو الْكَرَمِ بْنُ الْغَسَّالِ ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الْأَصْحَابُ ، وَصَنَّفَ ... المزيد